واستقبله اثنتي عشرة خطية [خطوة - خ ل] وعانقه وقبل ما بين عينيه - إلى أن قال: - وبكى فرحا برؤيته (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - عند تزحزحه لرجل دخل المسجد وهو جالس -: إن من حق المسلم على المسلم إذا أراد الجلوس أن يتزحزح له (2).
(انظر) وسائل الشيعة: 8 / 559 باب 128.
العلم: باب 2873.
قال الشهيد قدس الله روحه في قواعده:
يجوز تعظيم المؤمن بما جرت به عادة الزمان وإن لم يكن منقولا عن السلف، لدلالة العمومات عليه، قال تعالى: * (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) * وقال تعالى: * (ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه) * ولقول النبي (صلى الله عليه وآله): لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخوانا. فعلى هذا يجوز القيام والتعظيم بانحناء وشبهه، وربما وجب إذا أدى تركه إلى التباغض والتقاطع أو إهانة المؤمن، وقد صح أن النبي (صلى الله عليه وآله) قام إلى فاطمة (عليها السلام) وإلى جعفر (رضي الله عنه) لما قدم من الحبشة، وقال للأنصار: قوموا إلى سيدكم. ونقل أنه (صلى الله عليه وآله) قام لعكرمة بن أبي جهل لما قدم من اليمن فرحا بقدومه.
فإن قلت: قد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أحب أن يتمثل له الناس أو الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار، ونقل أنه (صلى الله عليه وآله) كان يكره أن يقام له، فكان إذا قدم لا يقومون لعلمهم كراهته ذلك، فإذا فارقهم قاموا حتى يدخل منزله لما يلزمهم من تعظيمه.
قلت: تمثل الرجال قياما هو ما تصنعه الجبابرة من إلزامهم الناس بالقيام في حال قعودهم إلى أن ينقضي مجلسهم، لا هذا القيام المخصوص القصير زمانه. سلمنا لكن يحمل على من أراد ذلك تجبرا وعلوا على الناس فيؤاخذ من لا يقوم له بالعقوبة، أما من يريده لدفع الإهانة عنه والنقيصة له فلا حرج عليه، لأن دفع الضرر عن النفس واجب.
وأما كراهيته (صلى الله عليه وآله) فتواضع لله وتخفيف على أصحابه، وكذا ينبغي للمؤمن أن لا يحب ذلك، وأن يؤاخذ نفسه بمحبة تركه إذا مالت إليه، ولأن الصحابة كانوا يقومون كما في الحديث، ويبعد عدم علمه (صلى الله عليه وآله) بهم، مع أن فعلهم يدل على تسويغ ذلك (3).