وما تقدم من الحديثين يبطل هذه الأقاويل، وفعل معاذ القارئ ذلك، وتبعه رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله (1) ولم ينكره أحد، وقال [ابن عمر] (2): الوتر ركعة، كان ذلك وتر رسول الله صلى الله عليه وآله، وبهذا قال سعيد بن المسيب، وعطاء، ومالك، والأوزاعي، والشافعي، وإسحاق، وأبو ثور قالوا: يصلي ركعتين ثم يسلم ثم يوتر بركعة (3)، وروى ابن عباس، وابن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله قال: (الوتر ركعة من آخر الليل) (4).
مسألة 6: ويستحب فيه القنوت والدعاء بالمرسوم في جميع السنة، وبه قال ابن مسعود، وإبراهيم النخعي، وإسحاق، وأصحاب الرأي، والحسن، وأحمد في رواية (5)، لأن عليا عليه السلام قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقول في آخر وتره: اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك " (6).
و " كان " للدوام، والأخبار من طريق (7) أئمتنا عليهم السلام متواترة بالقنوت، والدعاء فيه (8).