مسالك الأفهام - الشهيد الثاني - ج ١٤ - الصفحة ١٦٧

____________________
غير كبائر. وقال تعالى: ﴿الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش﴾ (١)، مدحهم على اجتناب الكبائر من غير أن يضايقهم في الصغائر. وفي الحديث: (أن الأعمال الصالحة تكفر الصغائر) (٢).
ثم على القول بالفرق بين الكبائر والصغائر فللعلماء في تفسير الكبيرة وجوه:
أحدها: أنها المعصية الموجبة للحد.
والثاني: أنها التي يلحق صاحبها الوعيد الشديد في الكتاب أو السنة.
والثالث: أنها الذنب الذي توعد الله عليه بالنار.
وعلى هذا القول دل خبر ابن أبي يعفور السابق عن الصادق عليه السلام، حيث سأله بما تعرف عدالة الرجل بين المسلمين؟ إلى قوله (٣): (وتعرف باجتناب الكبائر التي أوعد الله عليها النار) (٤). وروي أنها سبع (٥). وروي أنها إلى السبعين (٦) أقرب.
إذا تقرر ذلك، فعلى القول الأول يقدح في العدالة مواقعة أي معصية كانت.
ولا يخفى ما في هذا من الحرج والضيق، لأن غير المعصوم لا ينفك عن ذلك، وقد قال تعالى: ﴿وما جعل عليكم في الدين من حرج﴾ (7).

(١) النجم: ٣٢.
(٢) لم نعثر عليهما.
(٣) في (خ، م): إلى أن قال.
(٤) الفقيه ٣: ٢٤ ح ٦٥، التهذيب ٦: ٢٤١ ح ٥٩٦، الاستبصار ٣: ١٢ ح ٣٣، الوسائل ١٨: ٢٨٨ ب (٤١) من أبواب الشهادات ح ١.
(٥) راجع الوسائل ١١: ٢٥٢ ب (٤٦) من أبواب جهاد النفس.
(٦) لم نعثر عليهما.
(٧) الحج: ٧٨.
(١٦٧)
مفاتيح البحث: الحج (1)، الشهادة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»
الفهرست