لان الحجاب والمثال والصورة غيره، وإنما هو واحد موحد، فكيف يوحد من زعم أنه عرفه بغيره؟! إنما عرف الله من عرفه بالله، فمن لم يعرفه به فليس يعرفه، إنما يعرف غيره... لا يدرك مخلوق شيئا إلا بالله، ولا تدرك معرفة الله إلا بالله (1).
- الإمام علي (عليه السلام) - لما سئل بم عرفت ربك؟ -: بما عرفني نفسه قيل: وكيف عرفك نفسه؟ قال: لا يشبهه صورة، ولا يحس بالحواس، ولا يقاس بالناس (2).
- منصور بن حازم: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام):
إني ناظرت قوما فقلت لهم: إن الله جل جلاله أجل وأعز وأكرم من أن يعرف بخلقه، بل العباد يعرفون بالله؟ فقال: رحمك الله (3).
- الإمام علي (عليه السلام) - لما سأله الجاثليق أخبرني عرفت الله بمحمد، أم عرفت محمدا بالله عز وجل؟ -: ما عرفت الله بمحمد (صلى الله عليه وآله)، ولكن عرفت محمدا بالله عز وجل حين خلقه وأحدث فيه الحدود من طول وعرض، فعرفت أنه مدبر مصنوع باستدلال وإلهام منه وإرادة، كما ألهم الملائكة طاعته وعرفهم نفسه بلا شبه ولا كيف (4).
- عنه (عليه السلام): اعرفوا الله بالله، والرسول بالرسالة، وأولي الأمر بالأمر بالمعروف والعدل والإحسان (5).
قال الكليني بعد نقل الحديث:
ومعنى قوله (عليه السلام): اعرفوا الله بالله يعني أن الله خلق الأشخاص والأنوار والجواهر والأعيان، فالأعيان: الأبدان، والجواهر:
الأرواح، وهو جل وعز لا يشبه جسما ولا روحا، وليس لأحد في خلق الروح الحساس الدراك أمر ولا سبب، هو المتفرد بخلق الأرواح والأجسام، فإذا نفى عنه الشبهين - شبه الأبدان وشبه الأرواح فقد عرف الله بالله، وإذا شبهه بالروح أو البدن أو النور فلم يعرف الله بالله (6).
وقال الصدوق رضوان الله عليه بعد ذكر أحاديث باب " أنه عز وجل لا يعرف إلا به ": القول الصواب في هذا الباب هو أن يقال: عرفنا الله بالله، لأنا إن عرفناه بعقولنا فهو عز وجل واهبها، وإن عرفناه عز وجل بأنبيائه ورسله وحججه (عليهم السلام) فهو عز وجل باعثهم ومرسلهم ومتخذهم حججا، وإن عرفناه بأنفسنا فهو عز وجل محدثها، فبه عرفناه (7).
(انظر) تبيين المجلسي رضوان الله عليه، البحار: 3 / 273، 275.
باب 2600.
الحجة: باب 710.