* (فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان) * (1).
* (يوم تكون السماء كالمهل) * (2).
* (يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين) * (3).
التفسير:
في تفسير روح المعاني في قوله تعالى:
* (يوم تمور السماء مورا) *: ومعنى تمور تضطرب كما قال ابن عباس، أي ترتج وهي في مكانها، وفي رواية عنه: تشقق. وقال مجاهد: تدور، وأصل المور التردد في المجئ والذهاب، وقيل:
التحرك في تموج، وقيل: الجريان السريع، ويقال للجري مطلقا (4).
وفي مجمع البيان في قوله تعالى: * (وإذا السماء فرجت) *: أي شقت وصدعت فصار فيها فروج (5).
وفي قوله تعالى: * (وانشقت السماء) *: أي انفرج بعضها من بعض * (فهي يومئذ واهية) * أي شديدة الضعف بانتقاض بنيتها، وقيل: هو أن السماء تنشق بعد صلابتها، فتصير بمنزلة الصوف في الوهي والضعف (6).
وفي الميزان في قوله تعالى: * (فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان) * أي كانت حمراء كالدهان، وهو الأديم الأحمر (7).
وفي قوله تعالى: * (يوم تكون السماء كالمهل) *: المهل المذاب من المعدنيات كالنحاس والذهب وغيرهما، وقيل: دردي الزيت، وقيل:
عكر القطران (8).
وفي قوله تعالى: * (يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده...) * إلى آخر الآية: قال في المفردات: والسجل قيل:
حجر كان يكتب فيه ثم سمي كل ما يكتب فيه سجلا، قال تعالى: * (كطي السجل للكتب) * أي كطيه لما كتب فيه حفظا له، انتهى. وهذا أوضح معنى قيل في معنى هذه الكلمة وأبسطه.
وعلى هذا فقوله: * (للكتب) * مفعول طي، كما أن السجل فاعله والمراد أن السجل - وهو الصحيفة المكتوب فيها الكتاب - إذا طوي انطوى بطيه الكتاب، وهو الألفاظ أو المعاني التي لها نوع تحقق وثبوت في السجل بتوسط الخطوط والنقوش، فغاب الكتاب بذلك ولم يظهر منه عين ولا أثر، كذلك السماء تنطوي بالقدرة الإلهية كما قال: * (والسماوات مطويات بيمينه) * الزمر: 67 فتغيب عن غيره ولا يظهر منها عين ولا أثر، غير أنها لا تغيب عن عالم الغيب وإن غاب عن غيره، كما لا يغيب الكتاب عن السجل وإن غاب عن غيره.
فطي السماء على هذا رجوعها إلى خزائن الغيب بعد ما نزلت منها وقدرت، كما قال تعالى:
* (وإن من شئ إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم) * الحجر: 21، وقال مطلقا: * (وإلى الله المصير) * آل عمران: 28، وقال: * (إن إلى ربك