- الإمام علي (عليه السلام): ثمرة العمل الصالح كأصله (1).
- عنه (عليه السلام): ثمرة العمل السئ كأصله (2).
(انظر) باب 2939.
عنوان 58 " الثواب ".
عنوان 66 " الجزاء ".
التفسير:
قال العلامة الطباطبائي في الميزان في تبيين رابطة العمل والجزاء: قد عرفنا فيما تقدم من البحث أن الأوامر والنواهي العقلائية - القوانين الدائرة بينهم - تستعقب آثارا جميلة حسنة على امتثالها وهي الثواب، وآثارا سيئة على مخالفتها والتمرد منها تسمى عقابا، وأن ذلك كالحيلة يحتالون بها إلى العمل بها، فجعلهم الجزاء الحسن للامتثال إنما هو ليكون مشوقا للعامل، والجزاء السئ على المخالفة ليكون العامل على خوف وحذر من التمرد.
ومن هنا يظهر أن الرابطة بين العمل والجزاء رابطة جعلية وضعية من المجتمع أو من ولي الأمر، دعاهم إلى هذا الجعل حاجتهم الشديدة إلى العمل ليستفيدوا منه ويرفعوا به الحاجة ويسدوا به الخلة، ولذلك تراهم إذا استغنوا وارتفعت حاجتهم إلى العمل ساهلوا في الوفاء على ما تعهدوا به من ثواب وعقاب.
ولذلك أيضا ترى الجزاء يختلف كثرة وقلة والأجر يتفاوت شدة وضعفا باختلاف الحاجة إلى العمل، فكلما زادت الحاجة زاد الأجر وكلما نقصت نقص، فالآمر والمأمور والمكلف والمكلف بمنزلة البائع والمشتري، كل منهما يعطي شيئا ويأخذ شيئا، والأجر والثواب بمنزلة الثمن، والعقاب بمنزلة الدرك على من أتلف شيئا فضمن قيمته واستقرت في ذمته.
وبالجملة: فهو أمر وضعي اعتباري نظير سائر العناوين والأحكام والموازين الاجتماعية التي يدور عليها رحى الاجتماع الإنساني كالرئاسة والمرؤوسية والأمر والنهي والطاعة والمعصية والوجوب والحرمة والملك والمال والبيع والشراء وغير ذلك، وإنما الحقائق هي الموجودات الخارجية والحوادث المكتنفة بها - التي لا تختلف حالها بغنى وفقر وعز وذل ومدح وذم - كالأرض وما يخرج منها والموت والحياة والصحة والمرض والجوع والشبع والظمأ والري.
فهذا ما عند العقلاء من أهل الاجتماع، والله سبحانه جارانا في كلامه مجاراة بعضنا بعضا، فقلب سعادتنا التي يهدينا إليها بدينه في قالب السنن الاجتماعية، فأمر ونهى، ورغب وحذر، وبشر وأنذر، ووعد بالثواب وأوعد بالعقاب، فصرنا نتلقى الدين على أسهل الوجوه التي نتلقى بها السنن والقوانين الاجتماعية، قال تعالى: * (ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا) * (3).
ولم يهمل سبحانه أمر تعليم النفوس المستعدة لإدراك الحقائق، فأشار في آيات من كلامه إلى أن وراء هذه المعارف الدينية التي تشتمل عليها ظواهر الكتاب والسنة أمرا هو أعظم، وسرا هو