أهل تلك الناحية يصيدون الصغار منها فيخصون الذكر ويتركونه يرعى فإذا كان أيام الثلج خرجوا للصيد فما كان مخصيا استلقى على قفاه فأدركوه وقد سمن وحسن شعره. وقال في كتاب المجمع: الفنك كعسل دويبة برية غير مأكولة اللحم يؤخذ منها الفرو يقال إن فروها أطيب من جميع أنواع الفراء يجلب كثيرا من بلاد الصقالبة وهو أبرد من السمور وأعدل واحر من السنجاب صالح لجميع الأمزجة المعتدلة. وقال في كتاب حياة الحيوان الحواصل جمع حوصل وهو طير كبير له حوصلة عظيمة يتخذ منها الفرو، قيل وهذا الطائر يكون بمصر كثيرا.
(المسألة الرابعة) - قد اختلفت الأخبار في الثعالب والأرانب، وقد تقدم في موثقة ابن بكير المنع من الثعالب بخصوصه مع المنع من كل ما لا يؤكل لحمه، وصحيحة أبي علي بن راشد وفيها نهي عن الثعالب وعن الثوب الذي يليه، ورواية مقاتل بن مقاتل وفيها أيضا النهي عن الثعالب، وعبارة الفقه الرضوي فيها " إياك أن تصلي في الثعالب ولا في ثوب تحته جلد ثعالب " وهذه الروايات كلها قد تقدمت في صدر المقام ومنها - أيضا رواية الوليد بن أبان وفيها النهي عن الثعالب وإن كانت ذكية، ورواية بشر بن يسار وفيها " لا تصل في الثعالب " وقد تقدمتا في المسألة الثانية.
ويدل على المنع أيضا صحيحة محمد بن مسلم (1) قال: " سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن جلود الثعالب أيصلى فيها؟ قال ما أحب أن أصلي فيها " ورواية جعفر بن محمد بن أبي زيد (2) قال: " سئل الرضا (عليه السلام) عن جلود الثعالب الذكية؟ قال لا تصل فيها ".
ويدل على ذلك ما رواه علي بن جعفر في كتابه عن أخيه موسى (عليه السلام) (3) قال: " سألته عن الرجل يلبس فراء الثعالب والسنانير؟ قال لا بأس ولا يصلي فيه ".