ألف صلاة والصلاة في المدينة مثل الصلاة في سائر البلدان ".
وأما ثواب التصدق فيمكن ابقاؤه على عمومه لعدم المعارض. وأما السكوت عن الدرهم في الكوفة فهو مشعر بأنها كغيرها من البلدان إلا أنه روى ابن قولويه في كتاب كامل الزيارات بسنده عن الصادق (عليه السلام) (1) قال: " نفقة درهم بالكوفة تحسب بمائة درهم في ما سواها وركعتان فيها تحسب بمائة ركعة ".
(الثانية) - لا يخفى أن الأخبار مما نقلناه هنا وما لم ننقله قد اختلفت في ثواب الصلاة في كل من هذه المساجد زيادة ونقصانا والظاهر عندي في الجمع بينها هو أن ذلك باعتبار اختلاف أحوال المصلين في صلاتهم واقبالهم على الصلاة وقربهم منه تعالى وعدم ذلك بمعنى أن جميع الصلوات مشتركة من حيث هذ المكان وفضله في الطرف الأقل من الثواب الوارد في هذا المكان وهذه الزيادة إنما نشأت من أمور زائدة في تلك الصلوات كما ذكرنا، وعليه يحمل أيضا ما ورد في ثواب الحج وزيارة الأئمة (عليهم السلام) ولا سيما زيارة الحسين (عليه السلام) من تفاوت الثواب قلة وكثرة والجميع محمول على تفاوت أحوال المكلفين في ما يأتون به. وما تكلفه جملة من الأصحاب في هذا المقام فالظاهر بعده وعدم الحاجة إليه.
نعم روى الشيخ في التهذيب في الحسن عن الوشاء عن الرضا (عليه السلام) (2) قال: " سألته عن الصلاة في المسجد الحرام والصلاة في مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله) في الفضل سواء؟ فقال نعم والصلاة في ما بينهما تعدل ألف صلاة " فإنه ظاهر في مساواة مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله) للمسجد الحرام في الفضل من أن الأخبار مما قدمناه وتركناه متكاثرة بزيادة المسجد الحرام وأن الصلاة فيه كألف صلاة في مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله).