يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) كيف يعمر مساجد الله؟ قال لا ترفع فيها الأصوات ولا يخاض فيها بالباطل ولا يشترى فيها ولا يباع واترك اللغو ما دمت فيها فإن لم تفعل فلا تلومن يوم القيامة إلا نفسك، يا أبا ذر إن الله يعطيك ما دمت جالسا في المسجد بكل نفس تتنفس فيه درجة في الجنة وتصلي عليك الملائكة ويكتب لك بكل نفس تنفست فيه عشر حسنات ويمحى عنك عشر سيئات. يا أبا ذر يقول الله إن أحب العباد إلي المتحابون بحلالي المتعلقة قلوبهم بالمساجد المستغفرون بالأسحار أولئك إذا أردت بأهل الأرض عقوبة ذكرتهم فصرفت العقوبة عنهم؟ يا أبا ذر كل جلوس في المسجد لغو إلا ثلاثة: قراءة مصل أو ذاكر الله تعالى أو مسائل عن علم... الحديث ".
وروى في كتاب الهداية مرسلا (1) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في التوراة مكتوب أن بيوتي في الأرض المساجد فطوبى لعبد تطهر في بيته ثم زارني في بيتي إلا أن على المزور كرامة الزائر إلا بشر المشائين في الظلمات إلى المساجد بالنور الساطع يوم القيامة ".
وروى الشيخ في كتاب المجالس بسنده فيه عن زريق بن الزبير الخلقاني (2) قال: " سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول شكت المساجد إلى الله تعالى الذين لا يشهدونها من جيرانها فأوحى الله تعالى إليها وعزتي وجلالي لا قبلت لهم صلاة واحدة ولا أظهرت لهم في الناس عدالة ولا نالتهم رحمتي ولا جاوروني في جنتي ".
أقول: يمكن حمل هذا الخبر على ظاهره بالنسبة إلى من هجر المساجد تهاونا بحرمتها واستخفافا بما حث الله تعالى عليه من اتيانها، ومثله في الأخبار غير عزيز وإلا فحمله على ظاهره مطلقا مشكل.
وروى الشيخان ثقة الاسلام في الكافي والشيخ في التهذيب في الصحيح أو الحسن