(صلى الله عليه وآله) إلى سماواته السبع... " ثم ساق (عليه السلام) الخبر وهو طويل جدا يشتمل على الأذان والصلاة وأن ذلك كان في مبدأ التكليف. وما اشتمل عليه هذا الخبر من نسبة الرؤيا إلى أبي بن كعب خلاف ما اشتهر بين الخاصة والعامة من أنه عبد الله بن زيد كما تقدم. والله العالم.
فصل روى الصدوق في كتاب العلل والعيون عن الفضل بن شاذان في ما رواه من العلل عن الرضا (عليه السلام) (1) " فإن قال: أخبرني عن الأذان لم أمروا به؟ قيل لعلل كثيرة: منها - أن يكون تذكيرا للساهي وتنبيها للغافل وتعريفا لمن جهل الوقت واشتغل عن الصلاة وليكون ذلك داعيا إلى عبادة الخالق مرغبا فيها مقرا له بالتوحيد مجاهرا بالايمان معلنا بالاسلام مؤذنا لمن ينساها وإنما يقال مؤذن لأنه يؤذن بالصلاة، فإن قال فلم بدئ فيه بالتكبير قبل التهليل؟ قيل لأنه أراد أن يبدأ بذكره واسمه لأن اسم الله تعالى في التكبير في أول الحرف وفي التهليل في آخر الحرف فبدأ بالحرف الذي اسم الله في أوله لا في آخره، فإن قال فلم جعل مثنى مثنى؟ قيل لأن يكون مكررا في آذان المستمعين مؤكدا عليهم إن سها أحد عن الأول لم يسه عن الثاني ولأن الصلاة ركعتان ركعتان فلذلك جعل الأذان مثنى مثنى، فإن قال لم يجعل التكبير في أول الأذان أربعا؟ قيل لأن أول الأذان إنما يبدو غفلة وليس قبله كلام ينبه المستمع له فجعل ذلك تنبيها للمستمعين لما بعده في الأذان، فإن قال لم جعل بعد التكبير شهادتين؟ قيل لأن أول الايمان إنما هو التوحيد والاقرار لله عز وجل بالوحدانية والثاني الاقرار للرسول بالرسالة وأن طاعتهما ومعرفتهما مقرونتان، ولأن أصل الايمان إنما هو الشهادة فجعل شهادتين شهادتين في الأذان كما جعل في سائر الحقوق شهادتين، فإذا أقر الله بالوحدانية وأقر للرسول بالرسالة فقد أقر بجملة