باعتبار أن ما كان لله عز وجل فهو ثابت لهما بطريق النيابة فكل ما نسب إليه تعالى فهو ينسب إليهما وكل شئ ينسب إليهما ينسب إليه عز وجل لاتحاده بهما ومزيد قربهما منه كما قرن نفسه عز وجل بهما في جملة من الآيات القرآنية نحو قوله تعالى " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا... الآية " (1) المفسر ذلك في الأخبار بأمير المؤمنين (عليه السلام) وقوله عز وجل: " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " (2) إشارة إلى ما ذكرناه.
وأما كون المدينة حرم الله عز وجل فمن حيث سكنى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيها واتخاذه لها دار هجرة فعظمها لأجله وأوجب احترامها حتى بعدم قطع الشجر منها كما سيأتي في كتاب الحج إن شاء الله تعالى. وأما كونها حرم الرسول وعلي (عليهما الصلاة والسلام) فلأنها منشأهما ومقرهما بعد الهجرة ومدفن الرسول (صلى الله عليه وآله) حقيقة ومدفن علي (عليه السلام) تبعا حيث إنه نفس الرسول ويؤيده ما نقله بعض مشايخنا من ورد بعض الأخبار بأن الله عز وجل نقله إليها، ولهذا يستحب زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) عند الرسول (صلى الله عليه وآله) وأما الكوفة فبالتقريب المتقدم في المدينة.
وأما أن الصلاة في البلدان الثلاث بما ذكر في الخبر فالظاهر أن اطلاق البلد في المواضع الثلاثة مجاز عن المساجد الثالثة ليوافق جملة الأخبار الواردة في الباب وإن اختلفت زيادة ونقصانا إذ موردها إنما هو المساجد.
ويعضد ذلك ما رواه الشيخ عن عمار بن موسى في الموثق عن أبي عبد الله (عليه السلام) (3) قال: " سألته عن الصلاة في المدينة هل هي مثل الصلاة في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قال لا، إن الصلاة في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله)