نوح (عليه السلام) طوبى لمن شهد هدمك مع قائم أهل بيتي أولئك خيار الأمة مع أبرار العترة ".
وروى محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب الغيبة بسنده إلى حبة العرني في حديث عنه (عليه السلام) (1) قال: " كأني أنظر إلى شيعتنا بمسجد الكوفة وقد ضربوا الفساطيط يعلمون الناس القرآن كما أنزل، أما أن قائمنا إذا قام كسره وسوى قبلته ".
وأما نسبته (عليه السلام) في هذا الخبر زيادا إلى أبي سفيان فلعله خرج مخرج التقية لاشتهار ذلك بين الأموية حيث إن معاوية استلحقه وجعله أخاه لأبيه وإلا فهو مشهور بين علماء التاريخ بنسبته إلى أمه سمية أو يقال زياد ابن أبيه.
(السادسة) - ما تضمنه مرسل الفقيه عن علي (عليه السلام) في فضل الصلاة في المساجد المذكورة قد ورد مثله في ما رواه الشيخ في التذهيب عن السكوني عن جعفر عن أبيه (عليهما السلام) (2) إلا أن كتب الأخبار قد اختلفت في قوله: " وصلاة في المسجد الأعظم تعدل مائة صلاة " ففي التهذيب في حديث السكوني المذكور وكذا في كتاب المحاسن كما هنا ولكن في أكثر نسخ الفقيه " مائة ألف صلاة " وكذا في كتاب ثواب الأعمال، والظاهر زيادة لفظ " ألف " من النساخ في الصدر الأول أو أحد الرواة واستمر عليها النسخ، وعلى تقديره فيحمل المسجد الأعظم على المسجد الحرام، وعلى تقدير النسخة الأخرى يحمل على المسجد الجامع.
وبيت المقدس بتخفيف الدال بمعنى القدس والطهارة كأن من يدخل فيه يطهر من الذنوب، والمراد بكون الصلاة فيه تعدل ألف صلاة أي في البيوت وغير المساجد. ويحتمل الحمل على الترتيب بالنسبة إلى الجامع وكذا الجامع بالنسبة إلى مسجد القبيلة وهكذا ولعل الأول أقرب.
والمراد بمسجد القبيلة هو مسجد المحلة المذكور في كلام الأصحاب بعنوان المحلة ووجه خروج هذه التسمية في الخبر أنه كان في تلك الأوقات ولا سيما في الكوفة قبائل