لتعدل خمسمائة صلاة وإن الجلوس فيه بغير تلاوة ولا ذكر لعبادة، ولو علم الناس ما فيه لأتوه ولو حبوا ".
وفي الفقيه عن أبي بصير (1) قال: " سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول نعم المسجد مسجد الكوفة صلى فيه ألف نبي وألف وصي ومنه فار التنور وفيه نجرت السفينة ميمنته رضوان الله ووسطه روضة من رياض الجنة وميسرته مكر يعني منازل الشيطان ".
وروى الصدوق في الفقيه مرسلا (2) قال: " قال الصادق (عليه السلام) حد مسجد الكوفة آخر السراجين خطه آدم (عليه السلام) وأنا أكره أن أدخله راكبا قيل له فمن غيره عن خطته قال أما أول ذلك فالطوفان في زمن نوح (عليه السلام) ثم غيره أصحاب كسرى والنعمان ثم غيره زياد بن أبي سفيان ".
وروى في الفقيه مرسلا (3) قال: " قال علي (عليه السلام) صلاة في بيت المقدس تعدل ألف صلاة وصلاة في المسجد الأعظم مائة صلاة وصلاة في مسجد القبيلة تعدل خمسا وعشرين صلاة وصلاة في مسجد السوق تعدل اثنتي عشرة صلاة وصلاة الرجل في بيته صلاة واحدة ".
أقول: في هذه الأخبار فوائد لطيفة ونكات شريفة يحسن التنبيه عليها في المقام بما تشتاقه الطباع وتلذه الأفهام:
(الأولى) - ما تضمنه حديث القلانسي من قوله (عليه السلام) " مكة حرم الله وحرم رسوله... الخ " لعل الوجه فيه أن كون مكة حرم الله عز وجل أي محترمة ومعظمة لأجله فلأنها مقر بيته الحرام الذي أوجب السعي إليه على من استطاع إليه الوصول من الأنام وأوجب تعظيمه وشرفه على سائر بقاع الاسلام، وأما كونه حرم الرسول وأمير المؤمنين (صلوات الله عليهما) فأما باعتبار كونها بلدهما الأصلية ومنشأهما ووطنهما أو