الطريق الثاني والعشرون اشتراط الراعي والمبيت فقط وهو رواية عند الإمام أحمد ذكرها القاضي في شرحه.
الطريق الثالث والعشرون اشتراط الحوض والراعي والمراح فقط وهو أيضا رواية عن الإمام أحمد.
فهذه ثلاثة وعشرون طريقة لكن قد ترجع إلى أقل منها باعتبار ما تفسر به الألفاظ على ما يأتي بيانه.
فائدة المراح بضم الميم مكان مبيتها وهو المأوى فالمبيت هو المراح فسروا كل واحد منهما بالآخر وهذا الصحيح وعليه أكثر الأصحاب.
وقيل المراح رواحها منه جملة إلى المبيت ذكره في الرعاية الكبرى وجمع في المبهج والإيضاح بين المراح والمبيت كما تقدم فعنده أنهما متغايران.
وأما المسرح فهو المكان الذي ترعى فيه الماشية اختاره المصنف والمجد وابن حامد وقال إنما ذكر الإمام أحمد المسرح ليكون فيه راع واحد قدمه في المطلع فعليه يلزم من اتحاده اتحاد المرعى ولذلك قال المصنف والمجد وابن حامد المسرح والمرعى شيء واحد.
وقيل المسرح مكان اجتماعها لتذهب إلى المراعي جزم به في الفصول والتلخيص والرعاية الصغرى والحاويين وقدمه في الفروع وابن تميم والرعاية الكبرى قال الزركشي وهو أولى دفعا للتكرار وهو الصحيح.
وفسره في المستوعب بموضع رعيها وشربها.
وفسره المجد في شرحه بموضع المرعى مع أنه جمع بينهما في المحرر متابعة للخرقي وقال يحتمل أن الخرقي أراد بالمرعى الرعي الذي هو المصدر لا المكان ويحتمل أنه أراد بالمسرح المصدر الذي هو السروح لا المكان لأنا قد بينا أنهما واحد بمعنى المكان فإذا حملنا أحدهما على المصدر زال التكرار وحصل به اتحاد الراعي والمشرب انتهى.