القيامة ولوجهه ظلمة مد البصر، وفي وجهه كدوح يعرفه الخلائق باسمه ونسبه، ومن شهد شهادة حق ليحيي بها حق امرء مسلم أتى يوم القيامة ولوجهه نور مد البصر، يعرفه الخلائق باسمه ونسبه. ثم قال أبو جعفر (عليه السلام): ألا ترى أن الله تعالى يقول: (وأقيموا الشهادة لله) (1).
وفي الفقيه: قال علي (عليه السلام) في قول الله تعالى: (ومن يكتمها فإنه آثم قلبه):
كافر قلبه (2). إلى غير ذلك من الأخبار.
ويدل على الثاني صحيحة محمد بن مسلم، عن الباقر (عليه السلام): في الرجل يشهد حساب الرجلين ثم يدعى إلى الشهادة قال: إن شاء شهد وإن شاء لم يشهد (3).
وصحيحة محمد بن مسلم عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إذا سمع الرجل الشهادة ولم يشهد عليها فهو بالخيار، إن شاء شهد، وإن شاء سكت (4). ونحوه صحيحة محمد بن مسلم (5). وموثقته (6). وحسنة هشام بن سالم عن أبي عبد الله (عليه السلام) (7). ونحوه مرسلة يونس (8) ورواية اخرى لمحمد بن مسلم (9).
وفي المختلف جعل النزاع بين الفريقين لفظيا، نظرا إلى أنه فرض كفاية، فيجوز تركه إذا قام غيره مقامه، ولو لم يقم غيره مقامه وخاف لحوق ضرر بإبطال الحق وجب عليه إقامة الشهادة، ولا يبقى فرق بين أن يشهد من غير استدعاء وبين أن يشهد معه (10).