أتدري من هذا هو ابني وإنما يفزع من هيبتك (وفيه أنشد) يأبى الجواب فلا يراجع هيبة * والسائلون نواكس الأذقان أدب الوقار وعز سلطان التقى * فهو المطاع وليس ذا سلطان (وكان) رضي الله تعالى عنه يقول في فتياه ما شاء الله لا قوة الا بالله. والرواة عنه فيهم كثرة جدا بحيث لا يعرف لاحد من الأئمة رواة كرواته وقد الف الخطيب كتابا في الرواة عنه (وسئل) رضي الله عنه عن معنى قوله تعالى الرحمن على العرش استوى فعرق وأطرق وصار ينكت بعوده في يده ثم رفع رأسه وقال الكيف منه غير معقول والاستواء منه غير مجهول والايمان به واجب والسؤال عنه بدعة وأظنك صاحب بدعة وأمر بالسائل فأخرج كذا في طبقات الشعراني * وقد اثنى عليه كثير من الأئمة (قال) الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه إذا جاء الأثر فمالك النجم وإذا ذكر العلماء فمالك النجم الثاقب ولم يبلغ أحد مبلغ مالك في العلم لحفظه واتقانه وصيانته وما أحد آمن على في علم الله من مالك وجعلت مالكا حجة بيني وبين الله تعالى (وقال) سفيان بن عيينة رحم الله مالكا ما كان أشد انتقاده للرجال وكأن لا يبلغ من الحديث الا ما كان صحيحا ولا يحدث إلا عن ثقات الناس (وقال) عبد الرحمن بن مهدي ما بقي على وجه الأرض آمن على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من مالك بن انس ولا اقدم عليه في صحة الحديث أحدا وما رأيت اعقل منه وقال يحيى ابن سعيد القطان ويحيى بن معين مالك أمير المؤمنين في الحديث زاد ابن معين كان مالك من حجج الله على خلقه وهو امام من أئمة المسلمين مجمع على فضله. وقال حماد بن زيد لرجل جاءه في مسألة اختلف الناس فيها يا أخي ان أردت السلامة لدينك فسل عالم المدينة واصغ إلى قوله فإنه حجة مالك بن انس امام الناس (وقال) حماد بن سلمة لو قيل لي اختر لامة محمد صلى الله عليه وسلم اماما يأخذون عنه دينهم لرأيت مالكا لذلك موضعا وأهلا ورأيت ذلك صلاحا للأمة. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل لأبيه من أثبت أصحاب الزهري قال مالك أثبت في كل شئ وقال أبو قدامة مالك
(٤٦٥)