بسم الله الرحمن الرحيم (الحمد لله وحده) (وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم) (كتاب الأشربة) (قلت) لابن القاسم هل كان مالك يكره المسكر من النبيذ (قال) قال مالك كل ما أسكر من الأشربة كلها فهو خمر يضرب صاحبه فيه ثمانين وفي رائحته إذا شهد عليه بها انها رائحة مسكر نبيذا كان أو غيره فإنه يضرب فيه ثمانين (قلت) من حنطة كان هذا النبيذ أو من شعير (قال) نعم السكركة وغيرها فإنها عنده خمر إذا كانت تسكر (قلت) أرأيت عكر المسكر أيجعل في شئ من الأشربة أو من الأطعمة في قول مالك (قال) سألت مالكا عن دردي النبيذ المسكر فقال مالك لا يحل ان يجعل في شراب يضر به فكذلك الطعام عندي لا يجعل فيه (قلت) أرأيت النبيذ إذا انتبذته أيصلح لي ان اجعل فيه العجين أو الدقيق أو السويق أو ما أشبهه ليشتد به النبيذ قليلا أو يتعجل به النبيذ (قال) سألنا مالكا عنه فأرخص فيه وقال لا أرى به بأسا فسألناه بعد فنهى عنه (قال) وقال لي مالك وقد قال لي أهل المغرب ان ترابا عندهم يجعلونه في العسل وان هذه أشياء يريدون بها إجازة الحرام فكرهه (قال ابن القاسم) ولا أرى انا به بسا ما لم يسكر (قلت) أرأيت البسر والتمر أو الرطب والتمر أو الزبيب والتمر أيجمعان في النبيذ جميعا في قول مالك (قال) قال لي مالك لا ينبذان جميعا وان نبذا مختلفين شربا حلالا ولا أحب ان يخلطا في إناء واحد ثم يشربا لان النبي صلى الله عليه وسلم نهى ان ينبذ البسر والتمر جميعا أو يشرب الزهر والتمر جميعا
(٢٦١)