في الموصى يقدم في لفظه ويؤخر (قلت) أرأيت الرجل الميت إذا أوصى بوصايا فقدم في اللفظ بعضها قبل بعض هل ينظر في لفظه فيقدم ما قدم بلفظه في الثلث أو ينظر إلى الذي هو أو كد فيقدمه بالثلث وإن كان لفظ به وتكلم به في آخر الوصايا (قال) نعم إنما ينظر في هذا إلى الا وكد فيقدم في الثلث وان تكلم به في آخر الوصايا ولا ينظر إلى لفظه إلا أن يكون أوصى فقال ابدأوا بكذا ثم كذا فإنما يبدأ بما قال وإن كان الذي لم يبده الميت هو أو كد فإنه لا يقدم في الثلث لان الميت قد قدم غيره وهذا قول مالك وذلك أن الرجل يقول اشتروا لي غلاما بخمسين دينارا فأعتقوه مبدأ وأعتقوا فلانا لعبد له بعينه فهذا الذي ليس بعينه يبدأ هاهنا على الذي بعينه لان الميت بدأه ولو لم يبده الميت كما وصفت لك لكان المعتق بعينه أولى بالثلث فان فضل شئ كان للآخر ولا يلتفت إلى لفظة في الكلام إلا أن يبديه الميت كما وصفت لك وقد قال الله تبارك وتعالى من بعد وصية يوصي بها أو دين فاجتمع أهل العلم على أن الدين مبدأ على الوصايا تم كتاب الوصايا الأول بحمد الله وعونه (وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم) ويليه كتاب الوصايا الثاني
(٤٤)