كتاب ابن القاسم عزم على العمل به فقال له اصحبه ان عملت هذا صار كتاب سحنون هو الأصل وبطل كتابك وتكون أنت قد اخذته عن سحنون فلم يعمل بكتاب يا بن القاسم فلما بلغ ابن القاسم الخبر قال اللهم لا تنفع أحدا بابن الفرات ولا بكتابه فهجره الناس لذلك وهو الآن مهجور وعلى كتاب سحنون يعمل أهل القيروان وحصل له من الأصحاب والتلامذة ما لم يحصل لاحد من أصحاب مالك مثله وعنه انتشر مذهب مالك رضي الله تعالى عنه وعلمه بالمغرب * وكانت ولادته رحمه الله تعالى أول ليلة من شهر رمضان سنة ستين ومائة * وتتوفى يوم الثلاثاء لتسع خلون من رجب سنة أربعين ومائتين رحمه الله تعالى * وسحنون بفتح السين المهملة وضمها وسكون الحاء المهملة وضم النون وبعد الواو نون ثانية وفي فتح السن وضمها كلام من جهة العربية يطول شرحه وليس هذا موضعه وقد صنف فيه أبو محمد بن السيد البطليوسي جزأ وقد استوفى الكلام فيه كما ينبغي * ولقب سحنون باسم طائر حديد الذهن بالمغرب يسمونه سحنونا لحدة ذهنه وذكائه ذكر ذلك أبو العرب محمد بن أحمد بن تميم القيرواني في كتاب طبقات من كان بإفريقية من العلماء والله سبحانه وتعالى اعلم اه من ابن خلكان
(٤٧٣)