وعصى آدم ربه (1)، يتردد في نبوة آدم، لأنه وقع منه المعصية، فلا يكون نبيا؟ وهل الأولى أن يقال له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث إلى الناس تابعه جماعة من أصحابه، وأقاموا في خدمته وصحبته طول أعمارهم، وقاسوا الشدة [خ ل الشدائد] والبلايا في إقامة الدين ودفع الكفرة، وذكرهم الله تعالى في القرآن وأثنى عليهم بكل خير ورضي عنهم، ثم بعده أقاموا بوظائف الخلافة، ونشروا الدين، وفتحوا البلاد، وأظهروا أحكام الشريعة، وأحكموا قواعد الحدود حتى بقي منهم الدين، وانحفظت من سعيهم الشريعة إلى يوم الدين؟ أو يقال له: إن هؤلاء الأصحاب بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم خالفوه ورجعوا إلى الكفر، ولم يهد محمد صلى الله عليه وسلم إلا سبعة عشرا نفرا؟! فيا معشر العقلاء انظروا إلى المذهبين، وتأملوا وامعنوا في عقائد الفريقين، مثل الفريقين كالأعمى والأصم والسميع والبصير هل يستويان مثلا (2)؟ الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون. وأما ما ذكر أنه ليس في التوحيد دليل ولا جواب شبهة إلا ومن أمير المؤمنين علي عليه السلام، فإن هذا أمر لا يختصون به دوننا، بل كل ما نأخذ من العقائد ونتلقى من الأدلة، فإنها مأخوذة من تلك الحضرة (3) ومن غيره من أكابر الصحابة كالخلفاء الراشدين سواه، وككبار الصحابة
____________________
(1) طه. الآية 121.
(2) اقتباس من قوله تعالى في سورة هود. الآية 24.
(3) والفضل ما شهدت به الأعداء.
(2) اقتباس من قوله تعالى في سورة هود. الآية 24.
(3) والفضل ما شهدت به الأعداء.