أن أبا يزيد البسطامي رضي الله عنه ترك شرب الماء سنة تأديبا لنفسه حيث دعته إلى شئ من اللذات، شاهت وجوه المنكرين، وكلت ألسنتهم وعميت أبصارهم، وأما ما ذكر أن الله تعالى عاب على أهل الجاهلية بالتصدية فما أجهله بالتفسير، وأسباب نزول القرآن وقد ذكر أن طائفة من جهلة قريش كانوا يؤذون رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمكاء والتصدية عند البيت ليوسوسوا عليه صلواته، فأنزل الله هذه الآية، وقد أحل الله ورسوله اللهو في مواضع كثيرة، منه الختان والعرس والأملاك وأيام العيد والسماع الذي يعتاده الصوفية مشروط بشرائط كلها من الشرع (1)، ولهم فيها آداب وأحوال لا يعرفها الجاهل فيقع فيهم، ثم ما نقل من قول واحد من القلندرية الفسقة الذين يزورون مشهد مولانا الحسين أيام الموسم والزيارة، جعله مستندا للرد على كبائر المشايخ المحققين المشهورين، فيا للعجب انسل إلى
____________________
(1) تبا ثم تبا لهذا الرجل هل المزامير والدفوف والدواري ذوات الحلق ورقص المردان الحسان الوجوه وضرب السكاكين ومضغ الزجاج وفتل الشوارب وحلق اللحي وشرب البنج والأفيون ونحوها من المناكير المنطبقة على كل منها عناوين عديدة من المحرمات التي ردع عنها الشرع الشريف موافقة له؟! أف لقوم كان عالمهم مثل هذا الرجل الناصبي الصوفي المعاند.