قال المصنف رفع الله درجته المطلب الثاني في أن كلامه تعالى متعدد، المعقول من الكلام على ما تقدم أنه الحروف والأصوات المسموعة، وهذه الحروف المسموعة إنما تلتئم كلاما مفهوما إذا كان الانتظام على أحد الوجوه التي يحصل بها الأفهام، وذلك بأن يكون خبرا أو أمرا أو نهيا أو استفهاما أو تنبيها، وهو الشامل للتمني والترجي والتعجب والقسم والنداء، ولا وجود له إلا في هذه الجزئيات، والذين أثبتوا قدم الكلام اختلفوا: فذهب بعضهم إلى أن كلامه تعالى واحد مغاير لهذه المعاني، وذهب آخرون إلى تعدده، والذين أثبتوا وحدته خالفوا جميع العقلاء في إثبات شئ لا
____________________
(1) الكسب من مصطلحات الأشاعرة وقد مر شرحه وبيان المراد منه في تعاليقنا السابقة التي ذكرنا فيها الفروق بين الأشاعرة والماتريدية، وسيجئ في كلام القاضي الشهيد شرحه أيضا.
(2) السورة بفتح السين المهملة وسكون الواو، يقال سورة الشئ لحدته وسورة السلطان لسطوته وسورة المجد لأثره وارتفاعه وسورة البرد لشدته.
(2) السورة بفتح السين المهملة وسكون الواو، يقال سورة الشئ لحدته وسورة السلطان لسطوته وسورة المجد لأثره وارتفاعه وسورة البرد لشدته.