وهل هؤلاء أعذر في مقالتهم أم اليهود والنصارى الذين حكموا بنبوة الأنبياء المتقدمين عليهم السلام وحكم عليهم جميع الناس بالكفر حيث أنكروا نبوة محمد صلى الله عليه وآله؟ وهؤلاء قد لزمهم إنكارا جميع الأنبياء عليهم السلام، فهم شر من أولئك، ولهذا قال الصادق عليه السلام حيث عدهم وذكر اليهود والنصارى: إنهم شر الثلاثة (1) ولا يعذر المقلد نفسه، فإن فساد هذا القول معلوم لكل أحد، وهم معترفون بفساده أيضا " إنتهى ".
قال الناصب خفضه الله أقول: حاصل ما ينقعه (2) في هذا الاستدلال من هذا الكلام: أن الله تعالى لو لم يخلق المعجزة لغرض تصديق الأنبياء، لم يثبت النبوة، فعلم أن بعض أفعاله
____________________
(1) وفي الحدائق (ج 1 ص 462 ط تبريز) ما لفظه: وما رواه الصدوق في العلل في الموثق عن عبد الله بن أبي يعفور عن الصادق (ع) في حديث قال فيه بعد أن ذكر اليهودي و النصراني والمجوس قال: والناصب لنا أهل البيت وهو شرهم إن الله تعالى لم يخلق خلقا أنجس من الكلب وإن الناصب لنا أهل البيت عليهم السلام لأنجس منه، ورواه شيخنا العلامة الحر العاملي في الوسائل (ج 1 ص 31 باب 11) عن كتاب العلل أيضا.
(2) النقيع: صوت الغراب.
(2) النقيع: صوت الغراب.