شرح إحقاق الحق - السيد المرعشي - ج ١ - الصفحة ١٩٣
شميته [خ ل سمته] وهديته [خ ل هديه] (1) وتماوت (2) في منطقه وتخاضع في حركاته فرويدا لا يغرنكم، فما أكثر من يعجزه تناول الدنيا وركوب الحرام منها لضعف نيته ومهانته وجبن قلبه فنصب الدين فخا (3) لها، فهو لا يزال يحيل [خ ل يختل] الناس بظاهره، فإن تمكن من حرام اقتحمه وإذا وحدتموه يعف عن المال الحرام فرويدا لا يغرنكم، فإن شهوات الخلق مختلفة، فما أكثر من ينبو عن المال الحرام وإن كثر، ويحمل نفسه على شوهاء قبيحة فيأتي منها (خ ل بها) محرما، فإذا وجدتموه يعف عن ذلك فرويدا لا يغرنكم حتى تنظروا ما يعقده (خ ل عقده) عقله، فما أكثر من ترك ذلك أجمع، ثم لا يرجع إلى عقل متين، فيكون ما يفسده بجهله أكثر مما يصلحه بعقله، فإذا وجدتم عقله متينا فرويدا لا يغرنكم حتى تنظروا أمع هواه يكون على عقله أو يكون مع عقله على هواه؟ وكيف محبته للرياسات الباطلة وزهده فيها، فإن في الناس من خسر الدنيا والآخرة يترك الدنيا للدنيا ويرى أن لذة الرياسة الباطلة أفضل من لذة الأموال والنعم المباحة المحللة، فيترك ذلك أجمع طلبا للرياسة حتى إذا قيل له: إتق الله أخذته العزة بالإثم، فحسبه جهنم ولبئس المهاد (4)، فهو يخبط عشواء، يقوده (5) أول باطل إلى أبعد غايات الخسارة ويمده ربه بعد طلبه لما لا يقدر عليه في طغيانه، فهو يحل ما أحرم الله ويحرم ما أحل الله لا يبالي ما فات من دينه إذا سلمت له رياسته التي قد بغى من أجلها، فأولئك
____________________
(1) الهدية بكسر الهاء وفتحها: السيرة والطريقة.
(2) التماوت: التظاهر بالموت.
(3) الفخ: آلة يصاد بها، والجمع: فخوخ.
(4) البقرة. الآية 206.
(5) من القود.
(١٩٣)
مفاتيح البحث: الخسران (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 ... » »»
الفهرست