الأقلام، إلا لقصارة الدنس الواقع على جيوب حلل الاسلام، ولما اطلعت على مضامين ذلك الكتاب وتأملت فيما سنح في الزمان من ظهور بدعة الفرقة الإمامية وعلوهم في البلاد حتى قصدوا محو آثار كتب السنة وغسلها وتخريقها بل تمزيقها وتحريقها حدثتني نفسي بأن فساد الزمان ربما ينجر إلى أن أئمة الضلال يبالغون بعد هذا في تشهير هذا الكتاب، وربما يجعلونه مستندا لمذهبهم الفاسد (1) ويحصلون من قدح أهل السنة بذلك الكتاب جل المقاصد، ويظهرون على الناس ما ضمن ذلك الرجل ذلك الكتاب من ضعف آراء الأئمة
الأشاعرة من أهل السنة والجماعة، ويصححون على العوام والجهلة أنهم كالسوفسطائية فلا يصح الاقتداء بهم وربما يصير هذا سببا لوهن قواعد السنة فهنا لك تحتم على ورأيت المفروض علي أن أنتقد كلام ذلك الرجل في ذلك الكتاب وأقابل في كل مسألة من العلوم الثلاث المذكورة فيه ما يكون تحقيقا (2) لحقيقة تلك المسألة وأبين فيه حقية مذهب أهل السنة والجماعة في تلك المسألة أو أرد عليه ما يكون باطلا، وعن
____________________
(1) قف على تعبير هذا الرجل وإسائة أدبه، مع أنه يبرئ نفسه من مساوئ الأخلاق و مذام الصفات.
(2) ولعمري الرجل الناصب قد أورد بدل التحقيقات العلمية والأفكار الدقيقة في أكثر الموارد السب والشتم واللوم، وقل نظيره بين مؤلفيهم في بذائة اللسان، مع ما رووا بأسانيدهم الصحيحة لديهم من أنه صلى الله عليه وآله قال: إن الله يبغض بذئ اللسان،