إن الله تعالى إنما يفعل لغرض (1) وحكمة وفائدة ومصلحة ترجع إلى المكلفين و نفع يصل إليهم. وقالت الأشاعرة: إنه لا يجوز أن يفعل شيئا لغرض ولا لمصلحة ترجع إلى العباد ولا لغاية من الغايات، ولزمهم من ذلك محالات، منها أن يكون الله تعالى لاعبا عابثا (2) في فعله فإن العابث ليس إلا الذي يفعل لا لغرض وحكمة
____________________
(1) مسألة كون أفعاله تعالى معللة بالأغراض والغايات مما وقع التشاجر فيه بين المسلمين فأصحابنا والمعتزلة وابن هيثم من قدماء الأشاعرة وضياء الدين البلخي من متأخريهم ذهبوا إلى كونها معللة بحكم ومصالح وغايات عائدة إلى الخلق لا إليه تعالى لغنائه و استغنائه عما سواه.
وذهب جل الأشاعرة إلى عدم كونها معللة وتمسكوا بوجوه ضعيفة سيشير إليها المصنف والقاضي الشهيد " قدهما " ويرد أن تلك الوجوه بما لا مزيد عليه.
ومن الأشاعرة من فصل كابن هيثم وقال: إنها ليست بمعللة عقلا، ولكن حيث دلت النصوص والظواهر الكتابية على كونها معللة كقوله تعالى: ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون فلا بد من الأخذ بتلك الظواهر من دون تأويل للتعبد المحض.
وأنت خبير بأن العقل السليم الفطري مساعد لها فلا وجه لاحتمال صرفها عن ظواهرها.
واعلم أن الذي دعى المفصل إلى التفصيل كونه من الظاهرية أتباع داود بن علي الأصفهاني.
ثم اعلم أن الأخبار المأثورة عن أهل البيت المستفاد علمهم من علم النبي صلى الله عليه وسلم ناصة على كونها معللة، وتنادي بحيث لا يبقى ريب لمريب على بطلان عدم كونها معللة، فراجع كتب أصحابنا والجوامع الحديثية حتى ترى ذلك بعين العيان بحيث تستغني عن البيان والله العاصم.
(2) النسبة بين العبث واللعب العموم من وجه لصدق الأول على فعل لغوي لا يعد في العرف لعبا وصدق الثاني على الألعاب الدائرة كالشطرنج والآس والنرد ونحوها مع تعلق غرض عقلائي به وصدقهما على الألعاب التي لم يتعلق بها غرض كذلك.
وذهب جل الأشاعرة إلى عدم كونها معللة وتمسكوا بوجوه ضعيفة سيشير إليها المصنف والقاضي الشهيد " قدهما " ويرد أن تلك الوجوه بما لا مزيد عليه.
ومن الأشاعرة من فصل كابن هيثم وقال: إنها ليست بمعللة عقلا، ولكن حيث دلت النصوص والظواهر الكتابية على كونها معللة كقوله تعالى: ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون فلا بد من الأخذ بتلك الظواهر من دون تأويل للتعبد المحض.
وأنت خبير بأن العقل السليم الفطري مساعد لها فلا وجه لاحتمال صرفها عن ظواهرها.
واعلم أن الذي دعى المفصل إلى التفصيل كونه من الظاهرية أتباع داود بن علي الأصفهاني.
ثم اعلم أن الأخبار المأثورة عن أهل البيت المستفاد علمهم من علم النبي صلى الله عليه وسلم ناصة على كونها معللة، وتنادي بحيث لا يبقى ريب لمريب على بطلان عدم كونها معللة، فراجع كتب أصحابنا والجوامع الحديثية حتى ترى ذلك بعين العيان بحيث تستغني عن البيان والله العاصم.
(2) النسبة بين العبث واللعب العموم من وجه لصدق الأول على فعل لغوي لا يعد في العرف لعبا وصدق الثاني على الألعاب الدائرة كالشطرنج والآس والنرد ونحوها مع تعلق غرض عقلائي به وصدقهما على الألعاب التي لم يتعلق بها غرض كذلك.