لائحة، وإضاعة وقتي في الشواغل الدنيوية واضحة، مع ما أنا فيه من غربة وطن و غيبة الكتب، وضيق البال، بمفارقة الأهل والآل، إذ بعد ما ركبت غارب الاغتراب في مبادي الشباب لتحصيل الحكم، وتكميل الفيوض والنعم من وطني شوشتر المحروسة إلى المشهد الرضوية المقدسة المأنوسة، رماني زماني إلى الهند المنحوسة، فأمت تلك الشوهاء المأيوسة إلى ازدياد غمي واهتمت في عداوتي وإعداد همي، حتى ظننت أنها هي (هند) اللائكة لكبد عمي، لكن الله سبحانه ببركات محبة أهل البيت أحيى قلبي الميت، وأجرى بناني على منوال وما رميت إذ رميت، فانتصرنا للمصنف العلامة حاشرين، ووسمنا على جائرة الأشاعرة القاصرين، والناصبة الفاجرة الخاسرين، فانتقمنا من الذين أجرموا، وكان حقا علينا نصر المؤمنين، والله الناصر والمعين، وقد اتفق نظم هذه اللئالي التي وشحت عوالي المعالي سبعة أشهر من غير الليالي، لما شرحت من كثرة ملالي، وضعف القوى ونحول البدن كالشن البالي الخ.
أقول: قوله (هند اللائكة لكبد عمي) إشارة إلى هند آكلة الأكباد التي لئكت كبد حمزة سيد الشهداء عم النبي صلى الله عليه وآله في غزوة أحد، ولا ريب في أن عمه صلى الله عليه وآله عم ذريته إلى يوم القيمة ومنهم المصنف " قده " وبالجملة من سبر وأجال البصر في مطاوي هذا الكتاب الشريف يرى أن ناسق تلك الدرر آية من آيات الله، قل ما ترى سطرا من سطوره عربا من اقتباس آية من الكتاب أو حديث من السنة أو أثر أو مثل أو شعر معروف، مضافا إلى تبحره وإحاطته بكلمات القوم في المسائل الاعتقادية والفروع الفقهية وأصولها، مع التعرض لكل شبهة من الشبهات التي خطرت ببال القوم أو أمكن أن تخطر، وتصدى لدفعها بحيث أزاح العلل وأزال الغيوم عن وجه شمس الحق بمثابة لا تبقي للناظر فيها شبهة