فأنت تعرف هذا الوجوب إذا راجعت العقلاء وتأملت فيه بعقلك، فإن كل عاقل يعرف أن ترك النظر في معرفة خالقه مع بث النعم قبيح وفيه مفسدة، فبطل قوله:
لم أنظر ما لم أعرف الوجوب واندفع الافحام، لا يقال: هذا الوجه الثاني هو عين القول: بالحسن والقبح العقليين، وليس هذا مذهب الأشاعرة، بل هذا إذعان لمذهب المعتزلة ومن تابعهم، لأنا نقول: ليس هذا من الحسن والقبح الذين وقع فيهما المنازعة أصلا، لأن الحسن والقبح بمعنى تعلق المدح (2) والثواب والذم و
____________________
(1) وهذا غير متوجه بناء على الالتزام بالمراتب في الحكم وجعل العلم بمرتبة شرطا لتحقق مرتبة أخرى منه كما لا يخفى والمراتب هي الاقتضاء والانشاء والفعلية والتنجز أما لو نوقش في تعدد المراتب له كما ذهب إليه بعض أهل العصر نظرا إلى أن مرتبة الاقتضاء ليست من الحكم إذ هي الداعية والداعي إلى الشئ خارج عنه وإن المراتب في الخارجيات والأحكام من سنخ الاعتباريات فلا مسرح للاعتراض المذكور.
(2) وسيأتي أن الحسن والقبح بمعنى تعلق الثواب والعقاب مما اخترعه الناصب تبعا لبعض مشايخه الأشعريين وليس منه في كلمات من سبقه عين ولا أثر.
(2) وسيأتي أن الحسن والقبح بمعنى تعلق الثواب والعقاب مما اخترعه الناصب تبعا لبعض مشايخه الأشعريين وليس منه في كلمات من سبقه عين ولا أثر.