وسادسها أن يكون من ضل المتعدية وترد الهمزة للتعدية إلى مفعول ثان وتصير متعدية إلى اثنين نحو أضله الطريق، ومنه قوله تعالى: أضلونا السبيل (1) وقوله تعالى: ليضل عن سبيله (2) بالضم وإن كان ليضلنا عن آلهتنا (3) ونحو ذلك، وهذا هو الاضلال بمعنى الاغواء (4) وهو محل الخلاف بيننا وبين الناصب وأصحابه، وليس في القرآن ولا في السنة شئ يضاف إلى الله تعالى بهذا المعنى، فلا يكون لهم في ذلك شبهة قط كما عرفت. واعلم أن قول الناصبة: إن الله تعالى هو المغوي عن الدين، المضل عن الرشد، المانع عن سواء السبيل وإن كان
____________________
(1) الأحزاب. الآية 67.
(2) الزمر. الآية 8.
(3) الفرقان. الآية 42.
(4) لأنه هو المعنى الأصلي في اللغة كما اعترف به فخر الدين الرازي في تفسيره لكنه أنكر كون النزاع في هذا المعنى لتنبهه على قبحه فقال: إن الأمة مجمعة على أن الاضلال بهذا المعنى لا يجوز على الله تعالى لأنه ما دعى إلى الكفر وما رغب فيه بل نهى عنه فافتقروا إلى التأويل فحملوا أهل الجبر على أنه تعالى خالق الضلال والكفر فيهم وسدهم عن الايمان وحال بينه وبينهم. " إنتهى " وفيه أن المعنى الأصلي هو الدعوة، والاغواء بمنزلة المعد أو العلة البعيدة ونحوهما، وخلق الضلال بمنزلة العلة القريبة بل العلة التامة، فالفرار عن الأول إلى الثاني فرار من المطر إلى الميزاب كما لا يخفى على أولي الألباب. منه " قده ".
(2) الزمر. الآية 8.
(3) الفرقان. الآية 42.
(4) لأنه هو المعنى الأصلي في اللغة كما اعترف به فخر الدين الرازي في تفسيره لكنه أنكر كون النزاع في هذا المعنى لتنبهه على قبحه فقال: إن الأمة مجمعة على أن الاضلال بهذا المعنى لا يجوز على الله تعالى لأنه ما دعى إلى الكفر وما رغب فيه بل نهى عنه فافتقروا إلى التأويل فحملوا أهل الجبر على أنه تعالى خالق الضلال والكفر فيهم وسدهم عن الايمان وحال بينه وبينهم. " إنتهى " وفيه أن المعنى الأصلي هو الدعوة، والاغواء بمنزلة المعد أو العلة البعيدة ونحوهما، وخلق الضلال بمنزلة العلة القريبة بل العلة التامة، فالفرار عن الأول إلى الثاني فرار من المطر إلى الميزاب كما لا يخفى على أولي الألباب. منه " قده ".