أقول: لما قال الناصب: بأنه إنما حكموا بأن الله تعالى لا يفعل القبيح لأجل أنه لا قبيح منه تعالى ولا واجب عليه، فقد اعترف بأنه يصدر منه تعالى ما يستقبحه العقل كما مر ويكفي في الدليل على أنهم قائلون بصدور الفحشاء حقيقة ما حكاه الشارح الجديد للتجريد من أنه دخل القاضي عبد الجبار (2) دار الصاحب ابن عباد (3) فرأى الأستاذ أبا إسحاق الأسفرايني الأشعري فقال: سبحان
____________________
(1) ومن التوالي الفاسدة المترتبة على قول الناصب كون النزاع لفظيا إذ تنفي العدلية صدور القبيح منه تعالى والأشاعرة تقول ما يصدر منه ليس بقبيح، وأنت خبير بأن النزاع معنوي وقام الحرب بين أهل العدل ومخالفيهم ما يقرب من الصدر الأول إلى زماننا على ساق واحد وقد ألفت وصنفت في هذا المضمار من الطرفين رسائل وكتب، ومن راجع أدلة الطرفين جزم بكون النزاع معنويا، فعليه يكون ما وجهه الناصب توجيها بما لا يرضى صاحبه.
(2) هو المحقق القاضي الشيخ عبد الجبار الهمداني الأسدآبادي قدوة أهل الاعتزال، توفي سنة 415 وله تآليف في الأصول والفروع ومناظرات مع العلماء، وكان شديد الجانب في الاعتزال.
(3) هو العلامة المحقق الأديب الرئيس الوزير إسماعيل الملقب بالصاحب وكافي الكفاة بن عباد الطالقاني الأصل، توفي سنة 386، له تآليف شريفة، منها بحر المحيط في اللغة، وكان شديد الوداد لآل الرسول، وله قصائد في هذا الباب، منها قوله في قصيدة:
لو شق عن قلبي يرى وسطه * سطران قد خطا بلا كاتب العدل والتوحيد في جانب * وحب أهل البيت في جانب
(2) هو المحقق القاضي الشيخ عبد الجبار الهمداني الأسدآبادي قدوة أهل الاعتزال، توفي سنة 415 وله تآليف في الأصول والفروع ومناظرات مع العلماء، وكان شديد الجانب في الاعتزال.
(3) هو العلامة المحقق الأديب الرئيس الوزير إسماعيل الملقب بالصاحب وكافي الكفاة بن عباد الطالقاني الأصل، توفي سنة 386، له تآليف شريفة، منها بحر المحيط في اللغة، وكان شديد الوداد لآل الرسول، وله قصائد في هذا الباب، منها قوله في قصيدة:
لو شق عن قلبي يرى وسطه * سطران قد خطا بلا كاتب العدل والتوحيد في جانب * وحب أهل البيت في جانب