أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار وله فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها اعصار فيه نار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون (2) فنبه سبحانه العقول على قبح ما فيها من الأعمال السيئة التي تحبط ثواب الحسنات وشبهها بحال شيخ كبير له ذرية ضعفاء بحيث يخشى عليهم الضيعة وعلى نفسه وله بستان هو مادة عيشه وعيش ذريته، فيه النخيل والأعناب ومن كل الثمرات إذا أصابته نار شديدة فأحرقته، فنبه العقول على أن قبح المعاصي التي تحرق الطاعات بعدها كقبح هذه الحال، ولهذا فسره ابن عباس (3) برجل عمل بطاعة الله زمانا فبعث
____________________
(1) إشارة إلى آية 9 في سورة الدهر النازلة في حق أهل بيت الرسول صلوات الله عليهم أجمعين، الحاكية عن لسان حالهم.
(2) البقرة. الآية 266.
(3) هو عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي، من أعيان الاسلام أخذ علوم القرآن وتفسيره عن مولينا أمير المؤمنين سلام الله عليه، يعبر عنه حبر الأمة، وقدوة المفسرين و ترجمان القرآن أمه لبابة بنت الحارث بن حزن أخت ميمونة أم المؤمنين زوجة النبي صلى الله عليه وآله.
ولد بمكة قبل الهجرة بثلاث سنين دعى له النبي صلى الله عليه وآله بالفقه والتأويل، وكان عمر يقربه ويشاوره، وكذا غيره من الصحابة قال الخطيب في تاريخ بغداد روى عن عطاء أنه قال ما رأيت مجلسا قط كان أكرم من مجلس ابن عباس أكثر علما وأعظم جفنة وإن أصحاب القرآن عنده يسألونه، وأصحاب النحو عنه يسألونه، وأصحاب الشعر عنده يسألونه، وأصحاب الفقه عنده يسألونه كلهم يصدرهم في واد واسع.
توفي بالطائف سنة 68 وصلى عليه محمد بن الحنفية وكلماته في كتب التفسير منقولة مذكورة مشهورة وقد جمعها الفيروزآبادي صاحب القاموس في كتاب سماه تنوير المقباس في تفسير ابن عباس.
يروي عن النبي صلى الله عليه وآله وعن أمير المؤمنين والحسنين وغيرهم عليهم السلام وعنه يروي جمع منهم أبو الشعثاء، وأبو العالية، وسعيد بن جبير، وابن المسيب، و عطاء بن يسار، وغيرهم.
(2) البقرة. الآية 266.
(3) هو عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي، من أعيان الاسلام أخذ علوم القرآن وتفسيره عن مولينا أمير المؤمنين سلام الله عليه، يعبر عنه حبر الأمة، وقدوة المفسرين و ترجمان القرآن أمه لبابة بنت الحارث بن حزن أخت ميمونة أم المؤمنين زوجة النبي صلى الله عليه وآله.
ولد بمكة قبل الهجرة بثلاث سنين دعى له النبي صلى الله عليه وآله بالفقه والتأويل، وكان عمر يقربه ويشاوره، وكذا غيره من الصحابة قال الخطيب في تاريخ بغداد روى عن عطاء أنه قال ما رأيت مجلسا قط كان أكرم من مجلس ابن عباس أكثر علما وأعظم جفنة وإن أصحاب القرآن عنده يسألونه، وأصحاب النحو عنه يسألونه، وأصحاب الشعر عنده يسألونه، وأصحاب الفقه عنده يسألونه كلهم يصدرهم في واد واسع.
توفي بالطائف سنة 68 وصلى عليه محمد بن الحنفية وكلماته في كتب التفسير منقولة مذكورة مشهورة وقد جمعها الفيروزآبادي صاحب القاموس في كتاب سماه تنوير المقباس في تفسير ابن عباس.
يروي عن النبي صلى الله عليه وآله وعن أمير المؤمنين والحسنين وغيرهم عليهم السلام وعنه يروي جمع منهم أبو الشعثاء، وأبو العالية، وسعيد بن جبير، وابن المسيب، و عطاء بن يسار، وغيرهم.