قال المصنف رفع الله درجته المطلب الخامس في أن كلامه تعالى صدق، اعلم أن الحكم بكون الله تعالى صادقا لا يجوز عليه الكذب إنما يتم على قواعد العدلية الذين أحالوا صدور القبيح عنه من حيث الحكمة، ولا يتمشى على مذهب الأشاعرة لوجهين: الأول أنهم أسندوا جميع القبائح بأسرها إليه تعالى، وقالوا: لا مؤثر (3) في الوجود من القبائح بأسرها غيرها إلا الله، ومن يفعل أنواع الشر والظلم والجور والعدوان وأنواع المعاصي والقبائح المنسوبة إلى البشر كيف يمتنع أن يكذب في كلامه، و
____________________
(1) ومن رجع إلى رسالة الحدود لابن سينا، وكتاب الحدود للجرجاني، ولسان الخواص للفاضل القزويني، وكليات أبي البقاء، وكتب المتكلمين في مسألة الإرادة، تيقن أن الحق الحقيق بالقبول ما ذكره القاضي الشهيد " قده ". نعم ذكر بعضهم فروقا بين المشية والإرادة ولعلنا نتعرض لها في محل مناسب لذلك بحوله تعالى وقوته.
(2) اقتباس من قوله تعالى في سورة الغاشية. الآية 7.
(3) وببالي أن أول من تفوه بهذه الجملة هو الشيخ أبو الحسن الأشعري قدوة الأشاعرة وتبعه المتأخرون منهم والصوفية من العامة، ثم سرت الكلمة من أفواههم إلى صوفية الشيعة حتى الآن وما دروا أنها كلمة مسمومة صدرت من قلب مريض يسند أفعال العباد الإرادية بأسرها إليه تعالى، وهذا لا يلائم مبنى الإمامية وما ورثوها من الأئمة الطاهرين.
(2) اقتباس من قوله تعالى في سورة الغاشية. الآية 7.
(3) وببالي أن أول من تفوه بهذه الجملة هو الشيخ أبو الحسن الأشعري قدوة الأشاعرة وتبعه المتأخرون منهم والصوفية من العامة، ثم سرت الكلمة من أفواههم إلى صوفية الشيعة حتى الآن وما دروا أنها كلمة مسمومة صدرت من قلب مريض يسند أفعال العباد الإرادية بأسرها إليه تعالى، وهذا لا يلائم مبنى الإمامية وما ورثوها من الأئمة الطاهرين.