أقول: قد ردد الناصب المردود بقوله: فإن أراد محققي الصوفية كأبي يزيد البسطامي " الخ " ولم يذكر عديله، وهو أن يراد غير محققي الصوفية، و ظاهر أن تشنيع المصنف مخصوص بهم، وهم الذين يعتقدهم المصنف من صوفية الجمهور، دون أبي يزيد والجنيد وأشباههم، فإنهم من الشيعة الخالصة كما حققنا ذلك في كتاب مجالس المؤمنين، قال سيد المتألهين حيدر بن علي العبيدلي الآملي (1) قدس سره في كتابه المسمى بجامع الأسرار ومنبع الأنوار: من شاهد الحق في مظاهره، وشاهد نفسه معها بأنه من جملتها حكم باتحاده بالحق مع بقاء الاثنينية والغيرية، وصار اتحاديا ملعونا نجسا، وهو مذهب للنصارى وبعض الصوفية لعنهم الله، لكن الصوفية الحقة ما يقولون بالاتحاد: وإن قالوا ما قالوا كذلك، فإنهم يقولون: نحن إذا نفينا وجود الغير مطلقا لسنا إلا قائلين بوجود واحد، فكيف
____________________
(1) هو السيد حيدر بن علي الآملي العبيد لي الفقيه المحدث العارف الشيعي المحقق المتوفى في حدود (سنة 800) له كتب منها كتاب الكشكول فيما جرى على آل الرسول (ص) حسن جدا، وكتاب جامع الأسرار وغيرهما والعبيدلي نسبة إلى عبيد الله الأعرج ابن الحسين الأصغر ابن الإمام سيد الساجدين " ع ".