هذا ما أهمنا من نقل كلمات العلماء والأفاضل حول كلمة المرعشي، والذي تحصل منها أن اشتهار الشريف أبي الحسن علي المرعشي بهذا اللقب إما من جهة سكناه تلك البلدة، أو كونها ملكا له على سبيل الاقطاع، أو من باب تشبيهه في علو المنزلة والقدر بالطائر السائر في الجو، والصحيح المعتمد عليه عندي وفاقا لعدة من الأعلام المحتمل الأول، وأيا ما كان فلا شبهة في أن أول من اشتهر بالمرعشي هو هذا السيد الجليل، وسرى الوصف في أعقابه وذراريه تفصح عن ذلك كلمات النسابين ومهرة الفن وكفى بذلك شاهدا ودليلا.
النوابغ في السادة المرعشية إعلم أنه قد نبغ في الأسرة الكريمة المرعشية عدة نوابغ منهم من نال السلطنة والإمارة كملوك طبرستان ومنهم من تصدى الوزارة والصدارة كمراعشة دماوند ومنهم من فاز مشيخة الاسلام ومنهم من برع في الفقه وأصوله، ومنهم من رقى ذروة العلوم العقلية، ومنهم من حظى بالعلوم الأدبية، ومنهم من نال النقابة العلوية، ومنهم من تقشف وزهد في الدنيا ونأى بجانبه عن زخارفها وزبارجها، تنسب إليه الكرامات وتحكى عنه المقامات، ولو تصدينا لذكرهم أجمعين لطال الكلام وأورث السأمة والكلال، ولكن حيث ما لا يدرك كله لا يترك كله، نكتفي بذكر شر ذمة من أعيانهم ونحيل التفصيل إلى المظان كالمشجرات وكتب الأنساب والتراجم و الرجال والتواريخ والسير.
فمنهم الشريف الأجل الفقيه المحدث أبو محمد الحسن الطبري، يعرف بالفقيه المرعشي، من أجلاء هذه الطائفة وفقهائها، توفي سنة 358 ودفن بكربلاء المشرفة ذكره الشيخ في الفهرست، والنجاشي في الرجال، والعلامة في الخلاصة، و