____________________
(1) إسناد المقالة إليهم باعتبار أنها لازم مبناهم من إسناد أفعال العباد طرا إلى القضاء والقدر ومن التزم بالملزوم لا محيص له من الالتزام بلوازمه.
(2) قال الشريف الجرجاني في الجزء الثاني من شرح المواقف للإيجي (ص 99 ط الآستانة) مازجا بكلام المتن، قال الشيخ وأصحابه: القدرة الحادثة أي قدرة العبد مع الفعل أي أنها توجد حال حدوث الفعل وتتعلق به في هذه الحالة ولا توجد القدرة الحادثة قبله فضلا عن تعلقها به، إذ قبل الفعل لا يمكن الفعل بل يمتنع وجوده فيه، وإلا أي وإن لم يمتنع وجوده قبله بل أمكن فلنفرض وجوده فيه فهي أي فالحالة التي فرضناها إنها حالة سابقة على الفعل ليست كذلك بل هي حال الفعل وهذا خلف محال لأن كون المتقدم على الفعل مقارنا له يستلزم اجتماع النقيضين أعني كونه متقدما وغير متقدم فقد لزم من وجود الفعل قبله محال فلا يكون ممكنا إذ الممكن لا يستلزم المستحيل بالذات وإذا لم يكن الفعل ممكنا قبله فلا تكون القدرة عليه موجودة حينئذ، ولا شك أن وجود القدرة بعد الفعل مما لا يتصور، فتعين أن تكون موجودة معه وهو المطلوب (الخ).
ثم أورد عليه بما حاصله أن المراد من حصول الفعل قبل الفعل وجود الفعل في زمان فرض خلو ذلك الزمان عن عدم الفعل ويفرض وقوع الفعل فيه بدله وإنه غير محال في نفسه ولا يستلزم محالا أيضا، فيجوز تعلق القدرة به قبل حدوثه على هذا الوجه إلى آخر ما قال. ثم تعرض لمقالة المعتزلة من الالتزام بكون القدرة قبل الفعل مع بقائها حال وجود الفعل كما عليه أكثرهم أو انتفائها حاله كما عليه بعضهم، كما أنهم جوزوا انتفاء الفعل حال وجود القدرة، وصرح بمقالة الأشاعرة وعدم تقدم القدرة وكونها موجبة أكثرهم كشارح العقائد النسفية وشارح المقاصد والقوشجي في شرحه والمولى الفناري في عقايده والفاضل الچلبي في تعليقته على شرح المواقف وغيرهم في غير هذه الكتب.
ثم إن في مسألة القدرة الحادثة مباحث عديدة كتعريفها وطرق إثباتها وككونها مؤثرة أو غير مؤثرة وإنها في الإنسان عبارة عن سلامة البنية عن الآفات وليست بصفة زائدة عليها كما حكى هذه المقالة عن بشر بن المعتمر، أو زائدة. ومن مباحثها أن الممنوع من الفعل هل هو قادر على الفعل حال كونه ممنوعا أوليس بقادر؟ وإن العجز هل هو عرض موجود مضاد للقدرة أو لا؟ وإن المقدور هل هو تابع للعلم أو للإرادة؟
وإن النوم وأخواته هل هو ضد للقدرة؟ فلا يكون فعل النائم مقدورا أو غير مقدور، وإن القدرة مغايرة للمزاج إلى غير ذلك من الأمور، ولعلنا نتعرض لها في محالها المناسبة لها إن شاء الله تعالى.
واعتذر من القراء الكرام حيث أطلنا الكلام وما ذلك إلا لمزيد الخبرة لأرباب البصيرة والنظر عصمنا الله من الزلل، آمين آمين.
(2) قال الشريف الجرجاني في الجزء الثاني من شرح المواقف للإيجي (ص 99 ط الآستانة) مازجا بكلام المتن، قال الشيخ وأصحابه: القدرة الحادثة أي قدرة العبد مع الفعل أي أنها توجد حال حدوث الفعل وتتعلق به في هذه الحالة ولا توجد القدرة الحادثة قبله فضلا عن تعلقها به، إذ قبل الفعل لا يمكن الفعل بل يمتنع وجوده فيه، وإلا أي وإن لم يمتنع وجوده قبله بل أمكن فلنفرض وجوده فيه فهي أي فالحالة التي فرضناها إنها حالة سابقة على الفعل ليست كذلك بل هي حال الفعل وهذا خلف محال لأن كون المتقدم على الفعل مقارنا له يستلزم اجتماع النقيضين أعني كونه متقدما وغير متقدم فقد لزم من وجود الفعل قبله محال فلا يكون ممكنا إذ الممكن لا يستلزم المستحيل بالذات وإذا لم يكن الفعل ممكنا قبله فلا تكون القدرة عليه موجودة حينئذ، ولا شك أن وجود القدرة بعد الفعل مما لا يتصور، فتعين أن تكون موجودة معه وهو المطلوب (الخ).
ثم أورد عليه بما حاصله أن المراد من حصول الفعل قبل الفعل وجود الفعل في زمان فرض خلو ذلك الزمان عن عدم الفعل ويفرض وقوع الفعل فيه بدله وإنه غير محال في نفسه ولا يستلزم محالا أيضا، فيجوز تعلق القدرة به قبل حدوثه على هذا الوجه إلى آخر ما قال. ثم تعرض لمقالة المعتزلة من الالتزام بكون القدرة قبل الفعل مع بقائها حال وجود الفعل كما عليه أكثرهم أو انتفائها حاله كما عليه بعضهم، كما أنهم جوزوا انتفاء الفعل حال وجود القدرة، وصرح بمقالة الأشاعرة وعدم تقدم القدرة وكونها موجبة أكثرهم كشارح العقائد النسفية وشارح المقاصد والقوشجي في شرحه والمولى الفناري في عقايده والفاضل الچلبي في تعليقته على شرح المواقف وغيرهم في غير هذه الكتب.
ثم إن في مسألة القدرة الحادثة مباحث عديدة كتعريفها وطرق إثباتها وككونها مؤثرة أو غير مؤثرة وإنها في الإنسان عبارة عن سلامة البنية عن الآفات وليست بصفة زائدة عليها كما حكى هذه المقالة عن بشر بن المعتمر، أو زائدة. ومن مباحثها أن الممنوع من الفعل هل هو قادر على الفعل حال كونه ممنوعا أوليس بقادر؟ وإن العجز هل هو عرض موجود مضاد للقدرة أو لا؟ وإن المقدور هل هو تابع للعلم أو للإرادة؟
وإن النوم وأخواته هل هو ضد للقدرة؟ فلا يكون فعل النائم مقدورا أو غير مقدور، وإن القدرة مغايرة للمزاج إلى غير ذلك من الأمور، ولعلنا نتعرض لها في محالها المناسبة لها إن شاء الله تعالى.
واعتذر من القراء الكرام حيث أطلنا الكلام وما ذلك إلا لمزيد الخبرة لأرباب البصيرة والنظر عصمنا الله من الزلل، آمين آمين.