قال المصنف رفع الله درجته فلزمهم من ذلك محالات، منها امتناع الجزم بصدق الأنبياء، لأن مسيلمة الكذاب (1) لا فعل له، بل القبيح الذي صدر عنه من الله تعالى عندهم، فجاز أن يكون جميع الأنبياء كذلك، وإنما يعلم صدقهم لو علمنا أنه تعالى لا يصدر عنه القبيح، فلا نعلم حينئذ نبوة محمد نبينا صلى الله عليه وسلم ولا نبوة موسى وعيسى وغيرهما من الأنبياء البتة، فأي عاقل يرضى أن يقلد من لم يجزم بصدق نبي من الأنبياء البتة؟ وأنه لا فرق عنده بين نبوة محد صلى الله عليه وآله وبين نبوة مسيلمة الكذاب، فليحذر العاقل من اتباع أهل الأهواء والانقياد إلى طاعتهم ليبلغهم مرادهم ويربح (2) هو
____________________
(1) هو مسيلمة المتنبي الذي خرج في نجد وادعى النبوة وله أقاصيص مضحكة مع المرأة المدعية للنبوة مذكورة في كتب المجون والحكايات الظريفة الطريفة.
(2) أي فليحذر العاقل أن يصير سببا لنيل أهل الأهواء بمرادهم، وهو يصير خاسرا بالخلود في النيران.
(2) أي فليحذر العاقل أن يصير سببا لنيل أهل الأهواء بمرادهم، وهو يصير خاسرا بالخلود في النيران.