قال المصنف رفع الله درجته المبحث الحادي عشر في العدل (2) وفيه مطالب، الأول في نقل الخلاف
____________________
(1) بل اعتباريا وهو خلف.
(2) إعلم أن مسائل علم الكلام تذكر في بابين: أحدهما ما يبحث فيه عن ذات الواجب وصفاته والثاني البحث عن أفعاله، فلما فرغ المصنف عن بحث الذات والصفات شرع في البحث عن الأفعال وعنون الباب بالعدل لأن الأصل وضعه لمسألة هي أنه تعالى لا يفعل القبيح ولا يخل بالواجب ولما توقفت هذه المسألة على أشياء كمعرفة الحسن والقبح العقليين والأفعال المنسوبة إلى المكلفين وما يحذو حذوهما، قدموا البحث عن تلك المسألة التي ستأتي في المطلب الثالث وسموا المجموع بمبحث العدل تسمية الشئ بأشرف أجزائه وتسمية الشئ بأصله لأنه المقصود الأصلي عند الباحث، ولهذا تريهم يعنونون بحث الذات والصفات بباب التوحيد لأن أصل بحثهم فيه عن إثبات الوحدة المطلقة له تعالى. منه " قده ".
أقول اختلفوا في أن العدل من صفات الكمال أو الجلال، وإنها صفة ثبوتية أو سلبية بمعنى نفي ضدها، وأيا ما كانت فيفردها المتكلمون بالبحث، لكثرة مباحثها وأصولها، وبالجملة فالمراد بها، ما أشار إليها مولينا أمير المؤمنين عليه السلام، بقوله، التوحيد أن لا تتوهمه والعدل أن لا تتهمه، وكذا ورد في التعبير عنها بقولهم عليهم السلام: إنه تعالى غير ظالم لعباده، لا يجوز في قضائه، ولا يحيف في حكمه وابتلائه، يثيب المطيعين وله أن يعاقب العاصين، ولا يكلف الخلق ما لا يطيقون، ولا يعاقبهم زيادة على ما يستحقون ولا يقابلوا مستحق الأجر والثواب بأليم العذاب والعقاب، إلى غير ذلك من كلماتهم الواردة في كتب أصحابنا، كالكافي وتوحيد الصدوق والبحار والأمالي فليراجع.
ثم إن في مسألة العدل مباحثا قد طوينا عنها كشحا اكتفاء بما أوردها علماء الكلام في كتبهم كالمواقف وشروحه والمقاصد وشروح التجريد وكتاب حق اليقين للعلامة مولينا السيد عبد الله آل شبر الحسيني وكتب مولينا العلامة المجلسي " قده " وكتب مولينا المفيد وكسب مولينا العلامة الحلي وغيرها.
(2) إعلم أن مسائل علم الكلام تذكر في بابين: أحدهما ما يبحث فيه عن ذات الواجب وصفاته والثاني البحث عن أفعاله، فلما فرغ المصنف عن بحث الذات والصفات شرع في البحث عن الأفعال وعنون الباب بالعدل لأن الأصل وضعه لمسألة هي أنه تعالى لا يفعل القبيح ولا يخل بالواجب ولما توقفت هذه المسألة على أشياء كمعرفة الحسن والقبح العقليين والأفعال المنسوبة إلى المكلفين وما يحذو حذوهما، قدموا البحث عن تلك المسألة التي ستأتي في المطلب الثالث وسموا المجموع بمبحث العدل تسمية الشئ بأشرف أجزائه وتسمية الشئ بأصله لأنه المقصود الأصلي عند الباحث، ولهذا تريهم يعنونون بحث الذات والصفات بباب التوحيد لأن أصل بحثهم فيه عن إثبات الوحدة المطلقة له تعالى. منه " قده ".
أقول اختلفوا في أن العدل من صفات الكمال أو الجلال، وإنها صفة ثبوتية أو سلبية بمعنى نفي ضدها، وأيا ما كانت فيفردها المتكلمون بالبحث، لكثرة مباحثها وأصولها، وبالجملة فالمراد بها، ما أشار إليها مولينا أمير المؤمنين عليه السلام، بقوله، التوحيد أن لا تتوهمه والعدل أن لا تتهمه، وكذا ورد في التعبير عنها بقولهم عليهم السلام: إنه تعالى غير ظالم لعباده، لا يجوز في قضائه، ولا يحيف في حكمه وابتلائه، يثيب المطيعين وله أن يعاقب العاصين، ولا يكلف الخلق ما لا يطيقون، ولا يعاقبهم زيادة على ما يستحقون ولا يقابلوا مستحق الأجر والثواب بأليم العذاب والعقاب، إلى غير ذلك من كلماتهم الواردة في كتب أصحابنا، كالكافي وتوحيد الصدوق والبحار والأمالي فليراجع.
ثم إن في مسألة العدل مباحثا قد طوينا عنها كشحا اكتفاء بما أوردها علماء الكلام في كتبهم كالمواقف وشروحه والمقاصد وشروح التجريد وكتاب حق اليقين للعلامة مولينا السيد عبد الله آل شبر الحسيني وكتب مولينا العلامة المجلسي " قده " وكتب مولينا المفيد وكسب مولينا العلامة الحلي وغيرها.