وأما قوله: ولم يجر عليه قضاء سابق وعلم متقدم " الخ "، فهو افتراء بلا امتراء أيضا، لأنهم إنما ينكرون القضاء بمعنى الخلق الشامل لخلق أفعال العباد، وأما القضاء بمعنى الايجاب فصحيح عندهم في الأفعال الواجبة، وبمعنى الاعلام والتبيين صحيح مطلقا، كما صرح به المحقق قدس سره في التجريد والمصنف طاب ثراه في تصانيفه، ومثلوا للمعنى الأول من الأخيرين بنحو قوله تعالى:
وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه (3) وقوله تعالى: نحن قدرنا بينكم الموت (4) وللمعنى الثاني منهما بنحو قوله تعالى: وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض (5) الآية وقوله تعالى: إلا امرأته قدرناها من الغابرين (6) أي أعلمناه بذلك وكتبناه في اللوح المحفوظ، فعلى الأول تكون الواجبات بقضاء الله
____________________
(1) إذ ترى الإمامية أولوا كل ما أسندت إليه تعالى من الرغبة والميل والحب وغيرها صونا وتنزيها لساحته المقدسة عن مناسبات عالم الناسوت من الجسمانيات والنفسانيات.
(2) فراجع شرح التجريد للعلامة المصنف " قده " (ص 262 ط قم).
(3) الاسراء. الآية 23.
(4) الواقعة. الآية 60.
(5) الاسراء. الآية 4.
(6) النمل. الآية 57.
(2) فراجع شرح التجريد للعلامة المصنف " قده " (ص 262 ط قم).
(3) الاسراء. الآية 23.
(4) الواقعة. الآية 60.
(5) الاسراء. الآية 4.
(6) النمل. الآية 57.