وأما ما ذكره بقوله ولكنهم بشر لا يؤمنون وقوع الصغائر عنهم فلا تيأس أنت من عفو الله تعالى " الخ "، ففيه أن الله تعالى قد بشر المذنبين بعدم اليأس والقنوط من رحمته بقوله ولا تقنطوا من رحمة الله (3) فأي حاجة في ذلك إلى إثبات الذنب للمعصومين عليهم السلام.
وأما قوله في تقرير مذهب الإمامية: من أنهم يقولون: إن الأنبياء كالملائكة يستحيل عليهم الذنب، ففيه أن هذا كذب وافتراء، وذلك لأن العصمة عندهم مفسرة بملكة يخلقها الله في المكلف لطفا منه بحيث لا يكون له داع إلى ترك طاعة وارتكاب معصية مع قدرته على ذلك، كيف ولو كان الذنب ممتنعا عن المعصوم لما صح تكليفه بترك الذنب؟ واللازم باطل اتفاقا، ويؤيده قوله تعالى: قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي (4)، وقوله تعالى: ولا تجعل مع الله إلها آخر (5)
____________________
(1) بل ذهب عدة من أكابرهم إلى جواز صدور الذنب والمعصية من الأنبياء بعد التلبس بالنبوة، وذهب بعضهم إلى جواز صدور الكفر منهم أيضا، وبعضهم إلى جواز صدور ما ينبئ عن خسة النفس، وإن شئت أن تكون أبا بجدة هذا الشأن فعليك بالمراجعة إلى ما لفقه الجاحظ في باب النبوة، وغيره في غيره.
(2) السائر بمعنى الجميع مأخوذ من سور البلد.
(3) الزمر. الآية 53.
(4) فصلت. الآية 6.
(5) الاسراء الآية 23.
(2) السائر بمعنى الجميع مأخوذ من سور البلد.
(3) الزمر. الآية 53.
(4) فصلت. الآية 6.
(5) الاسراء الآية 23.