إن الله يعلم ويقدر ويحيي ويدرك لذاته أو نقول: إنه لا يدرك ولا يحيي ولا يقدر ولا يعلم إلا بذوات (1) قديمة لولاها لم يكن قادرا ولا عالما ولا غير ذلك من الصفات؟
وهل الأولى أن نقول: إنه لما خلق الخلق أمرهم ونهاهم؟ أو نقول: إنه لم يزل في القدوم ولا يزال بعد إفنائهم طول الأبد، يقول: أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة لا يخل بذلك أصلا، وهل الأولى أن نقول: إنه تعالى تستحيل رؤيته والإحاطة بكنه ذاته؟ أو نقول: يرى بالعين إما في جهة من الجهات له أعضاء وصورة، أو يرى (2) بالعين لا في الجهة، وهل الأولى أن نقول: إن أنبيائه وأئمته منزهون عن كل قبيح وسخيف؟ أو نقول: إنهم اقترفوا المعاصي المنفرة عنهم؟ وإنه يقع منهم ما يدل على الخسة والرذالة (3) كسرقة درهم وكذب فاحش، ويداومون على ذلك مع أنهم محل وحيه وحفظة (4) شرعه، وأن النجاة تحصل بامتثال أوامرهم القولية والفعلية، فإذا عرفت أنه لا ينبغي أن يذكر لهذا السائل عن دين الاسلام إلا مذهب الإمامية دون قول غيرهم، عرفت عظم موقعهم في الاسلام، وتعلم أيضا زيادة بصيرتهم، لأنه ليس في التوحيد دليل ولا جواب عن شبهة إلا ومن
____________________
(1) الأنسب تبديل كلمة الذوات بالمعاني.
(2) إشارة إلى اختلاف ابن تيمية من الحنابلة وبعض المشبهة.
(3) فيه إشارة إلى اختلاف روايات أهل السنة في ذلك.
(4) الحفظة جمع حافظ.
(2) إشارة إلى اختلاف ابن تيمية من الحنابلة وبعض المشبهة.
(3) فيه إشارة إلى اختلاف روايات أهل السنة في ذلك.
(4) الحفظة جمع حافظ.