أقول: ما ذكره لإصلاح سفسطة الأشاعرة في هذه المسألة من وقوع خرق العادة في معجزات الأنبياء سيما ما اتفقوا عليه من معجزة نبينا صلى الله عليه وسلم ليلة الهجرة بمروره على الكفار من غير أن يراه أحد منهم لا يصلح لما قصده من الاصلاح.
مصراع:
وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر (2) وذلك لأنه لا يلزم أن يكون خرق العادة في المعجزة المذكورة بعدم الرؤية مع وجود الشرائط، ولم لا يجوز أن يكون بإحداث حائل من غشاوة غيم أو دخان أو غبار (3) دفعة، كما أشار إليه الباري سبحانه في سورة البقرة بقوله:
ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة (4) وبقوله في سورة يس: وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا، فأغشيناهم فهم لا يبصرون (5) ومعنى فأغشيناهم: جعلنا على أبصارهم غشاوة وحلنا بينهم وبينه، كذا في أكثر
____________________
(1) أي القول بإمكانها الذاتي على عرفت غير مرة. من الفضل بن روزبهان.
(2) ما قبلها:
عجوز تمنت أن تكون فتية * وقد يبس الجنبان واحد ودب الظهر (3) أو حاجب معنوي غير محسوس كما هو المراد بقوله تعالى في كتابه العزيز: أخذ الله بسمعهم وأبصارهم الآية وكذا نحو المراد من الغشاوة المذكورة في الآية.
(4) البقرة. الآية 7.
(5) يس. الآية 9.
(2) ما قبلها:
عجوز تمنت أن تكون فتية * وقد يبس الجنبان واحد ودب الظهر (3) أو حاجب معنوي غير محسوس كما هو المراد بقوله تعالى في كتابه العزيز: أخذ الله بسمعهم وأبصارهم الآية وكذا نحو المراد من الغشاوة المذكورة في الآية.
(4) البقرة. الآية 7.
(5) يس. الآية 9.