____________________
(1) مسألة مخلوقية كلامه تعالى، وإن القرآن قديم، أو حادث، مما وقع النزاع فيها من سالف الزمان، بحيث قتل جمع من القائلين بقدمه، وكذا من القائلين بحدوثه، و كان المأمون العباسي، من أشد العاضدين للحدوث. والقادر والمتوكل العباسيان قتلوا جماعة من القائلين بالحدوث وأكثر الأشاعرة، كالشيخ أبي الحسن شيخهم في كتاب الإبانة والقاضي محمد بن الطيب الباقلاني وابن فورك والباهلي وإمام الحرمين ذهبوا إلى قدمه واستدلوا على ذلك بوجوه من السمع والعقل كلها مجاب عنها بإجوبة شافية، والمعتزلة وغيرهم ذهبوا إلى حدوثه، ولهم أدلة من النقل والعقل، والرازي في كتاب الأربعين ص 179 وص 180 جمع بين كلمات الفريقين، وجعل هذا النزاع الطويل الذيل قريبا من النزاع اللفظي، وقال إن كلامه تعالى، بمعنى الأصوات والحروف، لا كلام في كونها حادثة، وأما كلامه الذي هو مدلول تلك الدوال فهو قديم واحد بالذات، مختلف بالاعتبار، من حيث اتصافه بالأمرية والنهيية والخبرية وغيرها إلى آخر ما قال وأنت خبير بأن النزاع بين الأشاعرة، وبين مخالفيهم في ثبوت ذاك الأمر الواحد القديم بجعله مغايرا للإرادة والكراهة والعلم فالأشعري يدعي التغاير، وخصمائه ينكرون ذل، فعليه لا يكون النزاع لفظيا أو لغويا كما احتمله في طي كلماته.
ثم إن من الأشاعرة من صرح، بكون الأصوات والحروف كمدا ليلها قديمة أيضا، كما أن الكرامية، ذهبوا إلى أنه خلق تلك الأصوات والحروف في ذاته القديم وجعلوا ذاته تعالى شأنه محلا لتلك الحوادث.
وبالجملة لو تأملت في هذه الأقوال والكلمات التي هي بين إفراط وتفريط لرأيت بعين العيان أن النزاع ليس بلفظي كما توهمه وإن هناك أبحاثا، ومضامير فللنزاع في إثبات أمر قديم قائم بذاته واحد بالذات مدلول للكلام اللفظي، مضمار وللنزاع في كون الدال عليه قديما أو حادثا مضمار وللنزاع في قيام ذاك الدال الحادث بذاته تعالى أو عدمه مضمار ثالث وفي كل من هذه المعارك كم من فئة هالكة مهلكة والصراط الواضح، والنجم اللامع اللائح، ما أخذته الأصحاب رضوان الله عليهم، عن أئمة أهل البيت عليهم السلام، فإن علومهم مستفادة، من المشكاة النبوية والمصباح الذي استنير من النور الإلهي، والوحي الرباني الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه ثبتنا الله تعالى على التمسك بأذيالهم، واتباع آثارهم، وحشرنا في زمرة من لم يعرف سواهم آمين آمين.
ثم إن من الأشاعرة من صرح، بكون الأصوات والحروف كمدا ليلها قديمة أيضا، كما أن الكرامية، ذهبوا إلى أنه خلق تلك الأصوات والحروف في ذاته القديم وجعلوا ذاته تعالى شأنه محلا لتلك الحوادث.
وبالجملة لو تأملت في هذه الأقوال والكلمات التي هي بين إفراط وتفريط لرأيت بعين العيان أن النزاع ليس بلفظي كما توهمه وإن هناك أبحاثا، ومضامير فللنزاع في إثبات أمر قديم قائم بذاته واحد بالذات مدلول للكلام اللفظي، مضمار وللنزاع في كون الدال عليه قديما أو حادثا مضمار وللنزاع في قيام ذاك الدال الحادث بذاته تعالى أو عدمه مضمار ثالث وفي كل من هذه المعارك كم من فئة هالكة مهلكة والصراط الواضح، والنجم اللامع اللائح، ما أخذته الأصحاب رضوان الله عليهم، عن أئمة أهل البيت عليهم السلام، فإن علومهم مستفادة، من المشكاة النبوية والمصباح الذي استنير من النور الإلهي، والوحي الرباني الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه ثبتنا الله تعالى على التمسك بأذيالهم، واتباع آثارهم، وحشرنا في زمرة من لم يعرف سواهم آمين آمين.