في الفصل الآتي المتصل بما نحن فيه نص في إرادته لما ذكرناه حيث قال: وذهب أبو هاشم من الجمهور وأتباعه " الخ " فإن أبا هاشم من
المعتزلة دون
الأشاعرة كما اعترف به الناصب هناك أيضا مع أن المصنف عده من الجمهور، فظهر أن ما ذكره الناصب من أن المصنف لا يطلق الجمهور في هذا الكتاب إلا على
الأشاعرة كذب وافتراء جريا على عادته، ولعله زعم أن في التعبير عن طائفة بالجمهور تعظيما لهم كما يفهم من افتخاره بكثرة أصحابه وكونهم السواد الأعظم، فتمنى أن يكون ذلك مخصوصا بهم دون أن يشاركهم غيرهم من
المعتزلة، وباقي طوائف أهل السنة وأنت خبير بأنه لا خير في كثير (1) مع أن أتباع الحنفية والماتريدية من أهل السنة أكثر من أتباع
الأشاعرة، على أن جزم الناصب هيهنا بأن المراد بالجمهور
الأشاعرة ينافي ما ذكره في بحث الإمامة عند إيراد المصنف الآية السابقة من الآيات الواردة في شأن
أمير المؤمنين علي عليه السلام حيث قال: لا نعرف هذا الجمهور، وأما ما ذكره: من أن القول: بعدم قدرة الله تعالى على أن يخلق فينا علما ضروريا مذهب جماعة مجهولين، ولم أعرف من نقله سوى هذا الرجل " الخ " فيدل على قلة معرفته بمذاهب العلماء فإن هذا مما نقله الحضرة النصيرية (2) قدس سره في قواعد العقائد، وأوضحه تلميذه السيد الفاضل ركن الدين الجرجاني (3) في
____________________
(1) هذه الجملة مقتبسة من قوله تعالى لا خير في كثير من نجواهم النساء الآية 114.
(2) أي المحقق الطوسي.
(3) هو العلامة المحقق السيد ركن الدين محمد بن علي بن محمد الجرجاني من معاصري مولينا العلامة الحلي له كتب نفيسة كشرح قواعد العقائد لأستاذه الطوسي وشرح النافع للمحقق الحلي وغيرهما.