وأما ما نقله الناصب بعد ذلك من حديث تولد مولانا أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام فليس في المنقول عنه وصف أبي بكر بالصديق (1) وإنما المذكور فيه في باب أحواله ومناقبه مجرد قوله: ولقد ولدني أبو بكر مرتين، ولا إشعار لسوقه هناك أيضا بما يفيد الثناء والتعظيم بل الظاهر أنه ذكر ذلك عند تفصيل حال الآباء والأمهات من غير إرادة الافتخار والمباهات.
وأما استناده بالحديث الذي رواه عن الحاكم أبي عبد الله النيشابوري فمن قبيل استشهاد الثعلب بذنبه، فإنه أيضا عندنا من جمهور ذوي الأذناب، وأما ما نقل من ميله إلى التشيع إنما كان بمجرد قدحه في عثمان فقط دون أبي بكر، وعمر،
____________________
(1) التعبير بالصديق وقع في كلام الحافظ عبد العزيز بن الأخصر الجنابذي من علماء الجمهور لا في كلام الصادق عليه السلام، وكأنه خلط الأمر على الفضل واشتبه حيث أسند التوصيف بالصديق إلى الإمام عليه السلام مع أن كلام الإمام هكذا على ما نقله في كشف الغمة عن الجنابذي: ولقد ولدني أبو بكر مرتين ويحتمل قويا أن يكون الفضل دلس في متن الخبر ليروج متاعه كما هو ديدن أبناء السنة في أكثر كتبهم، والأمر واضح لمن كان من فرسان مضمار التتبع والإحاطة بكلماتهم ولمن عاشر علمائهم وحضر نواديهم.