ولا يزال قبل خلق خلقه ولا يستفيد بذلك شيئا ولا يفيد غيره ولا يزال آمرا وناهيا بعد خراب العالم وبعد الحشر والنشر دائما بدوام ذاته وهذه المقالة في الأمر والنهي ودوامهما مقالة الأشعرية أيضا، وقالت
الأشاعرة أيضا: إنه تعالى قادر عالم حي إلى غير ذلك من الصفات بذوات (1) قديمة ليست هي الله ولا غيره ولا بعضه و لولاها لم يكن قادرا عالما حيا تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا " إنتهى ".
قال الناصب خفضه الله أقول: أكثر ما في هذا الفصل قد مرجوا به فيما سبق من الفصول على أبلغ الوجوه، بحيث لم يبق للمرتاب ريب وما لم يذكر جوابه من كلام هذا الفصل فيما
____________________
(1) التعبير بالذوات في غير محله والأنسب كلمة المعاني بدل لفظة الذوات كما لا يخفى.