وكم من عائب قولا صحيحا * وآفته من الفهم السقيم قال المصنف رفع الله درجته البحث الخامس في أن الوجود ليس علة تامة في الرؤية: خالفت الأشاعرة كافة العقلاء هيهنا، وحكموا بنقيض المعلوم بالضرورة، فقالوا: إن الوجود علة تامة في كون الشئ مرئيا، فجوزوا رؤية كل شئ موجود (2)، سواء كان في حيز أو لا وسواء كان مقابلا أو لا، فجوزوا إدراك الكيفيات النفسانية كالعلم و الإرادة والقدرة والشهوة واللذة، وغير النفسانية مما لا يناله البصر، كالروائح والطعوم والأصوات والحرارة والبرودة وغيرها (غير هما خ ل) من الكيفيات الملموسة، ولا شك في أن هذا مكابرة للضروريات، فإن كل عاقل يحكم بأن الطعم إنما يدرك
____________________
(1) المسكة. بالضم العقل.
(2) لا يخفى أن الامكان الذاتي المصحح للقدرة العامة أمر لا يجزم العقل بانتفائه، بل ربما يحققه، فلا إشكال أصلا في تجويز شئ مما هو خلاف العادة.
(2) لا يخفى أن الامكان الذاتي المصحح للقدرة العامة أمر لا يجزم العقل بانتفائه، بل ربما يحققه، فلا إشكال أصلا في تجويز شئ مما هو خلاف العادة.