وقد شمر الذيول علماء الاسلام، وكشفوا عن ساق الجد والجهد في تصنيف الكتب والرسائل في هذا الشأن، فأكثروا وأجادوا وحققوا ونقحوا، وإن كان قد كبا جواد بعضهم ونبا سيفه وخبت ناره أحيانا.
ومن أحسن، ما دون في هذا الموضوع كتاب إحقاق الحق وإزهاق الباطل للسيد الشريف العلامة فخر آل الرسول وشرف بني الزهراء البتول، السيف الشاهر المنتضى على مبغضي أهل البيت، الإمام الهمام، القدوة في المناظرة والكلام سيدنا ومولانا القاضي نور الله الحسيني المرعشي التستري ثم الهندي السعيد الشهيد قدس الله لطيفه وأجزل تشريفه، وأيم الله رب الراقصات وداحي المدحوات، إني مع سعة بحثي وكدي وكثرة تنقيبي في الكتب الكلامية ثم أر مثله لا في المطولات ولا في المختصرات تفرد بين أمثاله بذكر الأدلة القوية وإقامة الحجج الباهرة في كل من الأقسام الثلاثة الاعتقاديات والفقهيات وأصولها وتعرضه لكل ما قيل أو خطر، أو يمكن أن يقال أو يخطر في المسائل المذكورة، مع التصدي لدفعها ببيان شاف وتحرير كاف، حاز السبق في المضمار، فأصبح قدوة لأترابه، إماما يقتدى به في محرابه.
أماط كل ريب وأزاح العلل، أتم الحجة وأبان عن المحجة، سيما في المسائل التي تتعلق بصفات الباري تعالى شانه العزيز، بحجج صادقة، وأدلة ناطقة، دحض بها مؤلفه الشهيد (قده) مسالك المبطلين، ورد بها كيد الكائدين، ومكر الماكرين، أيد بها الحق والمذهب، وسد على العدو كل مهرب، فلله دره بهذا الكتاب الذي رفع به أعلام الحق، وأحيى معالم الصدق، دمغ النصب ومحى آثاره، قمع التسنن وهدم مناره وبالجملة يقصر عن وصفه القول وإن كان بالغا، ويتقلص عنه ذيله وإن كان سابغا وفيه لمن رام الوقوف على الواقع مقنع وبلاغ، وعما عداه من جميع الكتب الكلامية غنية وفراغ، وسننقل كلمات العلماء في حق هذا الكتاب قريبا حتى تتبين