نظرت إلى الهلال فلم أره وتثبت الرؤية عند انتفاء النظر، فيقال في الله تعالى: راء ولا يقال ناظر، وتعقب الرؤية بالنظر فيقال: نظرت فرأيت، ويجعل وصلة للرؤية فيقال: انظر لعلك ترى، ويجعل غاية في الرؤية، فيقال: ما زلت أنظر حتى رأيت وما قيل: من أن النظر إذا قارن (بإلى) أفاد الرؤية منقوض، بقوله تعالى:
وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون (2) إلى غير ذلك من الآيات والأشعار المنقولة في هذا المقام من كتب أصحابنا الأعلام في علم الكلام، على أن نفي الادراك في الآية على الاطلاق ينصرف إلى عموم الأوقات في المستقبل، فيؤدي إلى تأييد النفي بدلالة الاطلاق لا بدلالة النافية عند من ينكر التأييد فيها ثم إن تأييد لن ثابت بالنقل (3) فالمنع في مقابله كما ترى، نعم إذا دل الدليل على إرادة خلاف الأصل كما في قوله تعالى: لن أبرح الأرض حتى يأذن لي (4)، وجب العدول، و الحمل على النفي المؤكد (5) في ذلك الموضع لنوع من المبالغة، فاندفع استدلال
____________________
(1) القيامة. الآية: 22.
(2) الأعراف. الآية: 198.
(3) أي بالنقل من أرباب اللغة.
(4) يوسف. الآية: 80.
(5) وأنت خبير بأنه لا يلزم لحملها على النفي المؤكد ح أيضا بلى التحقيق حملها على المؤبد غاية الأمر أن التأبيد له ضروب كضروب الحصر وذلك واضح لمن تدرب واضطلع في علوم البلاغة وكان من فرسان تلك المضامير.
(2) الأعراف. الآية: 198.
(3) أي بالنقل من أرباب اللغة.
(4) يوسف. الآية: 80.
(5) وأنت خبير بأنه لا يلزم لحملها على النفي المؤكد ح أيضا بلى التحقيق حملها على المؤبد غاية الأمر أن التأبيد له ضروب كضروب الحصر وذلك واضح لمن تدرب واضطلع في علوم البلاغة وكان من فرسان تلك المضامير.