إلى اليوم تدريسا وشرحا وتعليقا، فألف من المطولات ثلاثة كتب لا يشبه واحد منها الآخر، وهي " المختلف " ذكر فيه أقوال علماء الشيعة وحججهم، و " التذكرة " ذكر فيها خلاف علماء غير الشيعة وأقوالهم واحتجاجهم، و " منتهى المطلب " ذكر فيه جميع مذاهب المسلمين، وألف من المتوسطات كتابين لا يشبه أحدهما الآخر، وهما " القواعد " فكان شغل العلماء في تدريسها وشرحها من عصره إلى اليوم، وشرحت عدة شروح، و " التحرير " جمع فيه أربعين ألف مسألة، وألف من المختصرات ثلاثة كتب لا يشبه أحدها الآخر، وهي " إرشاد الأذهان " و " إيضاح الأحكام " أخصر منه و " التبصرة " لتعلم المبتدئين أخصر منهما إلى أن قال: وبرع في الحكمة العقلية حتى أنه باحث الحكماء السابقين في مؤلفاته، وأورد عليهم وحاكم بين شراح الإشارات لابن سينا، وباحث الرئيس ابن سينا وخطأه، إلى أن قال: ولما سئل النصير الطوسي بعد زيارته الحلة عما شاهده فيها قال: رأيت، خريتا ماهرا، وعالما إذا جاهد فاق، عني بالخريت المحقق الحلي، وبالعالم المترجم، وجاء المترجم في ركاب النصير من الحلة إلى بغداد، فسأله في الطريق عن اثنتي عشر مسألة من مشكلات العلوم " إحديها " انتقاض حدود الدلالات بعضها ببعض، ولما طلب السلطان (خدا بنده) عالما من العراق من علماء الإمامية ليسأله عن مشكل وقع فيه وقع الاختيار عليه، وهو مما دل على تفرده في عصره في الكلام والمناظرة، فذهب وكانت له الغلبة على علماء مجلس السلطان إلى آخر ما قال.
وقال العلامة البحاثة المدرس في ريحانة الأدب (ج 3 ص 106 ط طهران) في حق المترجم ما معناه: هو من العلماء الربانيين، رئيس علماء الشيعة، وقائد الفرقة المحقة، الحاوي للفروع والأصول، حامي بيضة الدين، وما حي آثار الملحدين الذي اتفق على جلالته وعظم شأنه المخالف والموافق، وهو الفائق على السابق واللاحق