أقول:
ما ذكره في منع الملازمة منع لمقدمة أثبتها المصنف بقوله: فإنه لو فعله لا كذلك لم يكن محسنا الخ وقد أشرنا إليه أيضا في دفع ما سبق من جوابه الذي سماه تحقيقيا، وكذا الكلام فيما ذكره في ترديده الآتي من المنع على أن ما سلمه في هذا الترديد من أن يراد من قصد الاحسان إلى الغير لأجل نفعه إرادة إيصال الاحسان إلى المحسن إليه، فهو عين القول بالغرض في المعنى لأن إرادة إيصال الاحسان إلى المحسن إليه يستلزم ما ذكرنا من ملاحظة فائدة ذلك الفعل ومدخليتها فيه، و هو معنى الغرض والعلة الغائية كما لا يخفى.
قال المصنف رفع الله درجته ومنها أنه يلزم أن يكون جميع المنافع التي جعلها الله تعالى منوطة بالأشياء غير مقصودة، ولا مطلوبة لله تعالى، بل وضعها وخلقها عبثا (1) فلا يكون خلق العين
____________________
(1) إشارة إلى قوله تعالى في سورة " المؤمنون " الآية 115.